صفحة:عبقرية عمر (المكتبة العصرية).pdf/140

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

-۱۲

في الاسلام بؤونة فأخبروه أن للنيل عندهم سنة قديمة لا يجرى الا بها ، وهي : د انهم اذا كانت ليلة ثلاث عشرة من هذا الشهر عمدوا إلى جارية بكر بين أبويها فحملوا عليها من الحلى والثياب أفضل ما يكون ثم ألقوا بها في النيل ، .. فلم يجبهم عمرو إلى ما سألوه وقال لهم : هذا لا يكون ، وان الاسلام يهدم ما كان قبله . فأقاموا بؤونة ، وأبيب ، ومسرى ، لا يجري فيها النيل قليلا ولا كثيرا ، ثم رفع عمرو الخبر الى عمر فاستصوب ما صنع وكتب له : اني بعثت اليك بورقة مع كتابي هذا وألقها في النيل . وفي الورقة كتاب يخاطب به التي يقول فيه : « من الى نيل مصر . . أما بعد: فان كنت تجري من قبلك فلا تجر وان كنت تجري من قبل الله فنسأل الله أن يجريك » قال رواة هذه القصة : ان عمر القي بالورقة في النيل قبل يوم بشهر وقد تهيأ أهل مصر للجلاء والخروج الصليب وقد راه الله ستة عشر ذراعا واستراحوا من ضحاياه في ذلك العام وفيما من الأعوام . والرواية على علاتها قابلة للشك في غير موضع عند مضاهاتها على التاريخ .. وقد يكون الواقع منها ان وقعت - دون ما رواه الرواة عبد الله عمر الصليب فأصبحوا أجراه بعده - بكثير هی ان عمر ولتكن على هذا صحيحة بحذافيرها فما الغضاضة فيها على العلم الحديث ولا تقول على العقل « البدوى » قبل نيف وألف سنة ? .. لم يجد أهل مصر معولين في فيضانهم على القناطر والسدود و فنون الهندسة و فأبى عليهم أن يعولوا عليها ، ولكنه وجدهم معولين على خرافة يعافها العقل والشعور فأنكرها وحق له أن ينكرها ، ولم يقل لهم ان ورقته الملقاة في النيل هي التي تجريه ، بل قال لهم : أن النيل البجری بغير تلك السنة التي استنوها له .. بغير القربان الذي يتقربون به اليه ، وليس في هذه القصة كلها ما يستغرب من حاكم عصري مؤمن بالله منکر للخرافات ، فورقة عمر أقرب الى العقل في زماننا هذا (1) أي طريقة • (۲) يقال : عول علي بما شئت : أي استعن بي (3) يكرها .. الكورس .