صفحة:عبقرية عمر (المكتبة العصرية).pdf/144

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

م۱۱ وحسن عمر محبه وتابعيه ، وكان يعاملهم جميعا معاملة الاخوان والزملاء فلا يغمرهم برهبة التفاوت الشاسع والتفوق البعيد ، فلو جاز أن ينسى أحد فارقا بينه وبين عظيم ننسى أصحاب النبي هذا الفارق بما يلقونه من مساواته معاملته ، ولو نسيانا إلى حين الا أن العظيم » سمع مرة من صديقه محمد عليه السلام كلمة د يا أخي » فظل يذكرها مدى الحياة - استأذنه في العمرة فأذن له وقال : يا أخي لا تنسنا فما زال عمر يقول بعدها كلما ذكرها : « ما أحب أن لى بها ما طلعت عليه الشمس لقوله يا أخي ! .. ) شهادة لعظمة محمد أنه يؤاخي الناس كبارا وصغارا وان الناس كبارا وصغارا لا ينسون ما في مؤاخاته من فخر وغبطة وما بينهم وبينه من من دعاك »

فارق بعید .. عمر عمر عمر وشهادة لعظمة إنه أهل لذلك الاخاء ، لأنه يدرك ما فيه من عظمة ، ويشعر بما فيه من رضوان وما يدريك ما الذي يشيع في قلبه الفرح بهذا الاخاء ؟ .. ليس بالرجل الذي يحب تواضع المرائين ، وليس بالرجل الذي يجهل مقداره أو يهاب مخلوقا بغير الحق ، وبغير الاعجاب هذا هو الذي تولى الخلافة ، وحجته الأولى في ولايتها أنه أكفأ المسلمين لها غير مدافع ، وانه كما قال : « لو علمت ان أحدا أقوى مني على هذا الأمر لكان أن أقدم فتضرب عنقي أحب الى من نعم ، هو عمر أقدر المسلمين كما يعلم ، وهو عمر الذي يستصغر نفسه اذا نظر إلى المثل الأعلى والقدوة الفضلى ، وهو اذن أكبر ما يكون بهذا الاستصغار لقد كان ، وهو خليفة ، يقول كالساخر وما هو بساخر : د بح بخ يا ابن الخطاب . أصبحت أمير المؤمنين ! .. أكان يقولها لأنه كان يجهل أنه أكفها العرب للخلافة بعد صاحبيه ? .. (۱) من معاني الغبطة : المسرة • (۲) : كلمة تقال عند المدح والرضا بالشيء ، وتكرر للمبالغة ، واذا وصت مكررة كسرت الخاء : بخ بخ 0 أن اليه » )