صفحة:عبقرية عمر (المكتبة العصرية).pdf/148

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

15 . شخصي

.. الله بيننا وبينهم .. وق يكثر من السؤال عن تحریمها ، ففي سؤاله عنها وحذره منها فضل اكبر من فضل الاستقلال بالرأي والإخلاص في المراجعة ، وهو فصل الغلبة على النفس والتحصن من الغواية بالأمر الذي لا هوادة فيه وجرى صلح الحديبية الذي كان ظاهر الغبن فيه على المسلمين وظاهر الفوز فيه للمشركين . فيستطيع قارىء التاريخ قبل أن أسماء المعارضين للصلح والصابرين عليه أن يعلم أين كان عمر بين الفريقين فقد غمته هذا الصلح غما شديدا وذهب الى أبي بكر يراجعه ويناجيه : علام نعطى الدنية في ديننا .. فأجابه أبو بكر : يا عمر الزم غرزك ( أي رحلك ) فاني أشهد أنه رسول الله . وردد عمر انه ليشهد أنه رسول الله ثم ذهب في بعضن الروايات اليه عليه السلام فسأله : السنا یا رسول الله على الحق وهم على الباطل ? .. أليس قتلانا في الجنة وقتلاهم في النار ؟ ورسول الله يجيبه : بلى !.. فيعود فيسأل : علام نعطى الدنية في ديننا ونرجع ولما يحكم فلما ناداه : ابن الخطاب ! .. اني رسول الله ! ولن يضيعني الله أبدا ، ثم علم أنه الفتح المنتظر ، ثاب الى الرضى وكئ عن السؤال والمحنة على ما صبر عمر وتسكن إليه سورة طبعه ، فمن شروط الصلح أن يرجع المسلمون عامهم ذاك فيردوا من جاءهم من قريش ولا ترد اليهم قريش أحدا ممن يجيئون اليها ، وان يكتب النبي اسمه في عقد الصلح فلا يكتبه فيه أنه رسول الله ، وهذه محنة وردت على حمية عمر بالوارد الجلل الذي ليس . أقسى منه ولا أمر على هذه الحمية العزوف . ولكن الصلح لم ينته حتى تفاقمت المحنة وادلهمت الغاشية كأن ما ابتلاه منها لا يكفيه . فبينما هم يكتبون اذ جاء أبو جندل بن سهیل پرسف في الحديد قد انتقلت إلى رسول الله . فقام اليه سهیل - وكان وكيل المشركين في عقد الصلح - فضرب وجهه وأخذ بتلابيبه ليدفع به الى قريش ، وأبوجندل يصيح : يا معشر المسلمين ، أرد الى المشركين يفتنونتي في ديني ?.. فواساه النبي ودعاه الى الصبر (۱) غبنه في البيع : حدعه . (۲) انسورة : الحدة . (۳) ادلهم الظلام : كثف واسود (4) من معاني الغاشية : القيامة والنار . (۲) هی عليه أعظم مما يطيقه .