صفحة:عبقرية عمر (المكتبة العصرية).pdf/151

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

لا من ينوى الحج ثم يتحلل من بعض مناسکه، فنهى عنها عمر في أيام خلافته وقال : « متعتان كانتا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا أنهى عنهما وأضرب عليهما . وموافقات عمر للقرآن والسنة كثيرة لايدعونا المقام هنا الى احصائها واستيفائها ، وكذلك مراجعاته ومناقشاته فيما يرد عليه أحكام تتجلى له ما تيها ومراميها " فحسبنا منها دلائل استقلاله وصراحة عقله فيما سردناه ، وحسب الاسلام فخرا أن يؤمن به الانسان ایمان عمر .ثم يستقل برأيه وطبعة استقلال عمر . فالايمان في أقصاه لا يعطل الرأي المستقل في أقصاه ، وكل صفة في عمر فهي صفة مستعصية لا وسط فيها . اذا آمن فذلك غاية الايمان ، واذا استقل فذاك غاية الاستقلال ، واذا أعجب فذلك غاية الاعجاب وان الظفر الذي يظفره علم الأخلاق من دراسته لمبعثه هذا الشاهد الصفات التي تتناقض في ظاهرها وهي على عهدنا بها في عشر ، متفقات متاندات لا تستغني واحدة منها عن سائرها 6 ... من ..

  • * *

فان لم يكن في دراسة عمر الا أن نرى رجلا عادلا بالغا في عدله ، قويا بالغا في قوته ، معجبا بالبطولة بالغا في اعجابه ، مستقلا بالرأي بالغا في استقلاله ، لكفى بذلك ظفرا لعلم الأخلاق ، وكفى بسيرة واحدة أن تقرر لنا هذه الحقائق التي تستكثر على عشرات السير ، وهي أن القوة لا تناقض العدل ، وان البطولة لا تناقض الاعجاب ، وان الاعجاب لايناقض الاستقلال ، وتلك الحقائق أثبت في عمر من معارف بدنه وملامح سیماه وكانت مودة النبي لعمر کودة عمر للنبي شرفا له من جانبيه ، وشهادة لعظمته وعظمة معلمه ومؤدبه وهاديه كانت نظرة محمد اليه نظرة عالية لا تعلوها نظرة أحد من أصحابه فلم يكن أحد يكبر كما كان يكبره عارفيه ، ولم يكن رضاه عن (1) أي تظهر : (۲) أي مصادرها أو أسبابها والغاية منها عمر .