صفحة:عبقرية عمر (المكتبة العصرية).pdf/167

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.


عمر والصحابة


بایع عمر فبطل الخلاف الا ما لا خطر فيه ر فبطل الخلاف الا ما لا خطر فيه وقد تواترت أقوال الصحابة في عمر بما يشيد بفضله ويشهد بقدره ويكبر في أعين الناس أكبر من تقال فيه .. لأن الذين قالوها أناس لهم حلوم"راجحة ، وألسنة صادقة ، وعقيدة راسخة ، وقلوب لا تهاب أن تقول الحق في انسان ، ولكن الشهادتين اللتين شهد بهما الواقع أدل على قدر عمر بين الصحابة من كل ما قيل . لأن شهادة الواقع الشهادة التي يقولها الصادق باختياره، ويحاول الكاذب أن يكذب فيها فلا يستطيع ، وانما يجوز الصدق والكذب فيما يملكه اللسان أو يسلكه الشعور ، أما الشهادة التي تعبر عن نفسها بلغة الواقع ، فهي قائمة وراء كلام الألسنة ومن وراء هوى النفوس : انكارها كانکار المحسوس الذي تقع عليه الأيدي ، ولا تغمض عنه العيون وقد انتهت مسألة الخلافة بعد النبي بسلام ولكن انتهاءها بسلام لا يعني انها كانت ستنتهي وحدها بسلام على أيه حال ، ولا يعني أنها انتهت لأنها من المسائل التي يؤمن فيها الخطر وتمتنع فيها الفتنة . اذ الحقيقة أن انتهاءها على هذا النحو قد كان أعجوبة من أعاجيب التاريخ ، مع ما يحيط بها من دواعي النزاع، و من كوامن القلق والخوف على غير سابقة يستقيم بها العرف وتضح بها معالم الطريق فما هو الا أن لحق النبي بالرفيق الأعلى حتى تخفزت دواعي النزاع كل فج، وتكشفت کوامن القلق والخوف من كل مكمن ، وجهل علم الناس كيف تنجلي الغاشية ويستقر القرار . (۱) جمع حلسم ، والحلم : العقل والاثاة ، والمراد هنا: العقول (۲) : الطريق الواسع بين جبلين y . 6 من لم تراجع: جديدة