صفحة:عبقرية عمر (المكتبة العصرية).pdf/173

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

۱۷:- عن تزود من

عمر لأنه على عرفانه بالدنيا وعرفانه بالناس لا يجهل أن رجلا كعمر بن الخطاب في حزمه وصدقه لن يخلو من مبغض ، ولن يبغضه أحد لما يعيبه ويحول بينه و بين ولاية أمر المسلمين قال له وهو يعرض عليه الخلافة : « یا عمر ! .. أبغضك مبغض وأحبك محب . وقدما يغض الخير ويحب الشر ) . وان منهم من حذره شدة عمر وقالوا له : « انك كنت تأخذ على يديه ولا تطيق غلظته ، فكيف وهو خليفة ؟ .. وما أنت قائل لربك اذا سألك استخلافه علينا » ? .. فبلغ الصبر بالرجل الصبور مداه ، وأمر من حوله أن يجلسوه فجلس فقال لمن خوفوه الله وعمر

« ابالله تخوفونني ؟

خان امركم بظلم . أقول : اللهم إني قد استخلفت على أهلك خير أهلك !) ولو شاء أبو بكر قال ان ما خوفوه من شدة لفضيلة فضائله التي قدمته عنده على غيرد . فقد خاف عليهم الفتنة ، وكان أكبر حذره الفتنة من أولئك الاعلام الذين يتبعهم الطعام". وليس لهؤلاء غبر عمر پرهبونه ويتقون الفتنة باتقائه ، فمن هنا وصاه فحذره د هؤلاء أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين قد اتنفخت أجوافهم وطمحت أبصارهم وأحب كل امرىء منهم لنفسه ، وقال له : و ان لهم الحيرة عند زلة واحد منهم فاياك أن تكونه واعلم أنهم لن يزالوا منك خائفين ما خفت الله ، ولك مستقيمين ما استقامت طريقك » . فالذين حذروه عمر انما رغبوه فيه ولم يحذروه منه ، لأنه أراد لهم من يخافونه ويستقيمون معه ، فكانت سيئته عندهم حسنة عند أبي بكر ورجاء في صلاح أمر الاعلام والطعام • فلما اتفق مدح المادحين ونقد الناقدين على ايثار عمر بالخلافة فرغ ابو بكر من مشورته وابرة الى الله ذمته ودعا بعثمان فأملى عليه : بسم الله الرحمن الرحيم : هذا ما عهد به أبو بكر بن أبي قحافة في آخر عهده بالدنيا خارجا منها ، وأول عهده بالآخرة داخلا فيها، حيث (۱) الطعام : أوغاد الناس ان تجی النفر من