صفحة:عبقرية عمر (المكتبة العصرية).pdf/178

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

عزل عمر خالدا وهو لابد لخالد بن . سواء كان القائد خالدا أو كان رجلا غيره وهذا الذي ينفي الشذرة والحين، أو بنفي المعاملة الخاصة التي تكيل للناس بكيلين وتزن لهم بميزانين ، وتنظر اليهم بنظرتين مختلفتين سیف الاسلام وبطل الجزيرة والشام ، واذا كان الوليد من عازل أو قاض عادل ، فلن يكون عازله وقاضيه غير عمر بن الخطاب هو على قدر عزله بلا مراء ، وهو قدر كبير .. فقال اناس انها منافسة الند للند والشسية للشبيه ، وقال أناس عزله الغير خطأ أتاه ، وقال اناس إنها ترة قديمة ولولاها لما كان الخطأ الجديد بمستوجب عزله ، وحرمان المسلمين من بأسه وجهاده .. والذين ظنوا هذه الظنون لهم شبهات من ظواهر الأمور تخيلها لهم وتقربها إلى حدسهم . لأن المشابهة بين عمر وخالد كانت مشابهة خلق وخلق توحى الظن بالتنافس والملاحاة ، وكانت مشابهة خالد لعمر في خلقته تلتبس على بعض الناس فيكلمون عمر وهم يحسبونه خالد بن الوليد فمن شاء أن يخبط بالظن فله أن يحسب أن قد عزله لغير يستوجب عزله ، لأن عمر نفسه قد صان على القائد الكبير كرامته وأمسك عن الخوض في أمر عزله بعد الفراغ من ضجته الأولى ، وكتب الى الأمصار يبرئه من الخيانة ويعلنهم: « انه لم يعزله لسخطة ولا خيانة ، ولكن الناس فتنوا به ) ... قال : « فخشيت أن يوكلوا به ویتنوا ، فأحببت أن يعلموا أن الله هو الصانع ، وأن لا يكونوا بعرض فتنة » ولما سأله خالد في ذلك قال له : « ان الناس افتتنوا بك فخفت أن تفتتن بالناس » فمن شاء أن يخبط بالظن هنا فقد يخبط ما شاء وله شبهة فيه ، ولكنه يرجع الى الوقائع من قديما وحديثها حتى تسقط شبهاته بين يديه لم يحاسب خالدا بمیزان غير الذي حاسب به جمیع القادة والولاة ، وأن المدهش الحق أن يبقيه في الولاية والقيادة بعد ما اه (۳) مگر سبب ريوقن أن عمر (1) أي الجور والظلم : (۲) أي ضغينة . (۲) أي يضرب