صفحة:عبقرية عمر (المكتبة العصرية).pdf/182

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

۱۸- (۴) بها القواد والولاة وكل صاحب عمل مسئول . فرای عمر في انكار هذه المآخذ معروف من بداية أيامه ، والذين لزموه وتأدبوا بأدبه ينكرونها مثله ولو كانوا على البعد منه ، كما حدث من ابنه في بعثة جذيمة حيث أبي على خالد بطشه بمن أوثتهم وعرضهم على السيف . ثم أنكر النبي عليه السلام ما أنكراه واستصوب ما استصوباه فعمر كان يكره الاسراع إلى القتال ويوصی قواده جميعا بالتريث فيه ، وربما تحي القائد المغوار" عن القيادة وهو كفؤ لها لأنه يعجل بالقتال ، كما قال لسلیط بن قيس : « لولا انك رجل عجل" في الحرب لوليتك هذا الجيش ، والحرب لا يصلح لها الا الرجل المكيث" . وكان يتحرج غاية الحرج أن يستبيح دم بريء أو مشكوك فيه ، وتقدم في هذا الكتاب أنه لام أناسا من أصحابه لأنهم قتلوا رجلا ارتد عن دينه ، وقال لهم : هلا استتبتموه وحبستموه .. وتبين من رأيه في أهل الردة انه كان يؤثر الهوادة والاستتابة على القتال . فان كان قتال فالذي لا حيلة فيه ولا محيص عنه ، فانکاره لمقتل مالك نويرة وأصحابه هو رأيه الذي لا شذوذ فيه ، ويضاف اليه انكار البناء بامرأته ، ووقوع البناء بها في أثناء المعركة ، وهو أمر لا ينفرد عمر بكراهته وانتقاده ، بل تكرهه العرب عامة ، مسلمين وغير مسلمين . يحاسب الولاة أدق حساب : يكتب عروضهم تبل ولايتهم ، ويسألهم فيما فشبامن طاريء أموالهم ، ويأمرهم اذا عادوا إلى أهلهم أن يدخلوا المدينة نهارا لينكشف ما عادوا به اليهم ، ويقاسمهم كل درهم بربی" على المحسوب من أرزاقهم . ويجري على هذه السنة كل وال وكل عامل ذی أمانة . فلم يستثن منها أحدا قط ، ولم يعرف وال قط سلم من مصادرة أو حساب عسير فالذي صنعه مع حين أنكر « سرعة هجماته وشدة صدماته » سنة عمرية لا شذوذ فيها ، والذي صنعه حين حاسبه على هباته ووزيعاته سنة عمرية كذلك لا شادون فيها ، ولو أنه صنع غير هذا (1) اي الشجاع . (۲) عجل : أي متسرع (۳) الرزين : (4) اي انتشر : (۰) أي يزيد . (6) أي الطريفة . 6 وكان عمر جمعه) (1) خالد .