صفحة:عبقرية عمر (المكتبة العصرية).pdf/190

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

عمر (۱) رحم ودخل هشام بن البختري في أناس من بنی مخزوم على فاستنشده شعره في خالد، وقال له وقد أطال الاصغاء إليه : « قصرت في الثناء على البي سليمان . رحمه الله ، إن كان ليحب أن يذل الشرك وأهله ، وان كان الشامت به لمنعرضا لمقت الله الله أبا سليمان ! .. ما عند الله خير له مما كان فيه . ومن الحق أن يقال ان قضية خالد قد أرتنا مروءة خالد كما أرتنا مروءة عمر ، وقد عرضت لنا هذا البطل في صفحبه فاذا هو بطل الفؤاد في ولا ينه و بعد عزله ، وفي شدته على عدوه وطاعته لأميره وما على مثله من غير أن يحق عليه العزل في میزان عمر بن الخطاب فذاك میزان تعلو فيه الكفة ولا يزال صاحبها راجحا أي رجحان ... وقد استجق المجد بيقين واستحق العزل بظن ، ولولا مصلحة أعلى من مصاحة الإبقاء على رضاه لقد كان ذلك الظن حقيقا بالغض عنه والتجوز فيه وكفى بالرجلين فضلا أن يختلفا و من وراء اختلافهما فضل يعترف به كلاهما ويعترف به كل محب وشاني وكل منصف وجاحد ، وما نخال أن تقدیرنا خالدا وتقديرنا عمر يدعونا أن ننهب المبزان في هذه القضية من جدید . فقصارى"ما نغنم من ذلك أني خالدا كان جديرا بالبقاء في منصبه مستحقا لعزله. وليس ذلك بشيء الى جانب ما رأيناه حين نصب الميزان في القضية كما نصبه خليفة الاسلام ، فقد أرانا عدلا أعظم من بطولة الأبطال . فان أخطأ البطل - على تقدير خطئه - فالعدل أعظم منه وأحرى أن يتعقبه كأنه من أضعف الضعفاء ، وذلك میزان اشرف العمر ولخالد وللاسلام من کل میزان (۳) ولم يكن . ذ (1) أي غضب . (۲) الشانيء : العدو • (۳) أي نفاية .