صفحة:عبقرية عمر (المكتبة العصرية).pdf/221

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

6 (1) ان قليلا من الآباء من أحب أبناءه كما أحب عمر أبناءه ، وان قليلا من الاخوة من أحب أخا كما أحب عمر زيدا أخاه ، فما اسمه بعد مقتله الا سالت عبرته"، وما هبت الصبا ، كما قال الا وجد نسیم زيد وتمنى نظم الشعر لينظمه في رثائه بل ان قليلا الأصدقاء أخلص لأصدقائه وعشرائه كما أخلص الكل صديق وعشير وهو القائل : « لقاء الاخوان جلاء الاحزان وهو القائل حرصا على المودة وضنا بها : « إذا أصاب أحدكم ودامن اخيه فليتمسك به ، فقلما يصيب ذلك » من عمر

عليها وترفع (.) فاذا أردنا أن ننقب عن وشائج الرحم وصلات المودة في نفس هذا الرجل المهيب المخيف فلتنقب عنها في ينابيعها الخفية التي تسري منها وتترقرق في نواحيها ، ولا تنقبن عنها في الصخور التي تكتنفها وتطفو أعلامها .. أو نحن حريون أن تنقب عنها بين هذه الصخور والأعلام ولكن على هدى وبصيرة . فلا نقنع منها برأي العين من بعيد أو قريب ، ولا نفتر بما تبديه كانه كل شيء تحتويه . فما هذه الصخور والأعلام التي كانت تروع الناظر من هيبة عمر ومن ملامح سيماه ! .. هي مظهر قدرته على نفسه لا أكثر ولا أقل ، وهي الحارس اليقظ تلك النفس أن يتسرب اليها الوهن وأن تؤخذ على غرة؟ من حيث يخاف عليها والمرء لا يعتصم بقدرته على نفسه وهو آمن. ولا يوقظ الحارس على دخيلته وهو وادع في يعتصم بقدرته ويوقظ حارسه حين يحذر ، وانما يحذر من الطارق الذي لا يستهين به ولا يزال على رقبة ? الذي يحمی (۲) انما وقد كان عمر بن الخطاب أكثر ما يكون اعتصاما بقدرته في امس (۱) أي دموعه ۱ (۲) الحب ، (۳) اي روابط وعلائق • (4) فلنبحث (5) أي ترهب وتخيف . (6) اي غفلة . (۷) النفس .