صفحة:عبقرية عمر (المكتبة العصرية).pdf/8

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
–٩–

اما عمر ، فقد كان يرعى قدر الصحابة ، ويعرف لكل منهم فضله وقدره ، وما أثير حول عزله لخالد بن الوليد من الاتهامات .. تناوله الكاتب بکشف حقائق ، تجعل عمر متهما لو لم يتخذ هذا القرار .. فقد كان هناك مآخذ لعمر على خالد في عهد الرسول ، وفي عهد الصديق ، ثم في عهد عمر ذاته ، ويتوج هذا المأخذ خوف عمر من افتتان الناس بخالد ، أو افتتان خالد بالناس وهذا وحده سبب وجيه لقرار العزل... ثم إن عزل خالد كان سنّة عمرية متبعة مع جميع الولاة. وأما عن ثقافة عمر ، فقد كان موفور الحظ من ثقافة عصره ، و كان ادیبا مؤرخا فقيها ، وخطيبا مطبوعا على الكلام ، وشغوفا بالشعر الجيد وإن لم يقله ، وهو الذي حث على تعليم العربية ، وأوصي بوضع قواعد النحو خاصة بعد أن كثرت الفتوح، وأنكر بعض انواع الشعر : کالهجاء والتشبيب ،وكان ذواقة للشعر .. كما أنه كان عالما بتاريخ العرب ، وايامهم ، ومفاخر أنسابهم وكان عالما فقيها ، قال فيه ابن مسعود : « كان عمر اعلمنا بكتاب الله ، وأفقهنا في دين الله » . وقال : « لو ان علم عمر بن الخطاب في كفة میزان ، ووضع علم الارض في كفة ، لرجح علم عمر بعلمهم » « ولقد كانوا يرون أنه ذهب بتسعة أعشار العلم » . وقال عنه ابن سیرین :« اذا رايت الرجل يزعم أنه أعلم من عمر ، فشك في دينه » ۰۰ ولقد نصح عمر العلماء فأحسن النصح ۰۰ وكان يشجع الاختراعات التي تنفع الناس ، وله علم بجغرافية الشرق ، وكان - رضي الله عنه - وفيا للذكرى ، فأرخ للهجرة ، واحترم توقف بلال عن الأذان بعد وفاة النبي .. و نفي الكاتب عن عمر تهمة أمره بحرق مكتبة الاسكندرية ، بأدلة مقنعة ، وحجة قاطعة • وعمر صاحب السلطان الكبير ، والسيطرة الواسعة ، كان يعيش عيشة الكفاف ، إلى حد أزهد فيه العديدات من النساء ، فرفضن الزواج منه ، وهذا الرفض خیر شهادة على عظمته ۰۰ وقد وصفته احدى الرافضات ، وهي : أم ابان بنت عتبة بن ربيعة ، بقولها : « أنه رجل أذهله أمر آخرته عن أمر دنياه ، كأنه ينظر الى ربه بعينه » !! وهل مثل هذه الشهادة تحسب لعمر ، أو على عمر ؟؟ كذلك كان من بين الرافضات : ام کلثوم بنت أبي بكر ، وبينت سبب رفضها بقولها للسيدة عائشة :« إنه خشن العيش : شديد على النساء »•