۸۹ وهي 6 (۱) هو شطرين وزيدت عليها الحواشي والأطراف ، فاختلفت في ألفافتها ومواعيدها واتفقت في جوهرها ومدلولها ، لأنها تمس نفس عمر من الناحية التي هي أشبه أن تهديه إلى طريق جدید كما أسلفنا - تجمع لنا الأسباب « المباشرة » التي اقترنت باسلام عمر ، ولا تغنينا عن الاسباب الاخرى التي هي أساس هذه الاسباب ومرجعها ، ولأجلها كان خليقا أن تأخذه بلاغة القرآن ، وأن میل به الرحمة الى الايمان فقد كان مهيأ للاسلام لا محالة ، وكانت مجافاته للاسلام خليقة أن تنتهي بعد قليل ، وألا تطول الا ريثما تعن" المناسبة للشهادة باللسان بعد التهيؤ بالفطرة والضمير فلم يكن بين عمر والاسلام في بداءة الأمر الا باب واحد للعداء وكل ما عدا ذلك من الأبواب فقد كان مفتوحا بينه وبين هذا الدين الجديد ، ما الا أن يراه بالعين حتى يندفع فيه كان باب العداء بينه وبين الاسلام انه رجل قوي غيور عزيز في قومه ، فاذا رجل يخرج عليهم فيفرق كما قال - أمر قریش ایسفه أح ويعيب دينها ، ويسب آلهتها .. فلا جرم أن يثور ويغضب وينقم ، ولا أن يذود عن دماره ويرحض المعابة عن شرف آبائه ، ويرى أنه غير د ولا باغ ، وأن البغي والعدوان انما يجيئان من قبل ذلك الرجل الخارج على قومه ، حتى يتبين له بالحق الذي يصدع به أن الذي هو فيه هو البغي والعدوان ذلك باب العداء الوحيد الذي كان بين عمر والاسلام ، وهو باب لا يطول مدخله في نفس طبعت على العدل والإنصاف من سبب يصل بين الجاهلي الشريف وهذا الدين الجديد الا كان موصولا بنفس عمر أوثق صلة ، وما علمنا من سبب للاسلام الا كانت له عقدة في نفس عمر وثيقة القرار فربما أسلم أناس لأنهم أخذوا ببلاغة القرآن ، وأسلم أناس لأنهم (1) أي تعرض أو تأتي • (۲) أي فلا بد ، او فلا محالة . (۳) أي يكره• (4) يغسل ، (9) صدع بالحق : تكلم به جهارا . جد أحلامها عجب (a) . فما 6
صفحة:عبقرية عمر (المكتبة العصرية).pdf/84
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.