۹۲- وشمر يقول من مد على باب المسجد : يا معشر قريش !.. ألا أن عمر بن الخطاب قد صبا » خلفه : كذب !.. ولكني أسلمت، وشهدت أن لا اله الا الله وأن محمدا عبده ورسوله . ثم تنشب المعركة بين هذا الرجل المفرد وبينهم فيثب على أدناهم منه وأجر أهم عليه عتبة بن ربيعة - فيصرعه ويبرله عليه يضربه ، ويدخل اصبعيه في عينيه ، لأنهما عمياوان عن الحق لا تبصران النور !.. ويتكاثرون عليه فلا يدنو منهم أحد « الا أخذ دنا منه ، حتى أحجموا عنه وركد الشي وفتر" من طول الصراع ، فجلس وهم قائمون على رأسه يتلبونه وهو يقول لهم : « افعلوا ما بدا لكم ، فوالله لو كنا ثلثمائة رجل لتركتموها لنا أو شريف من (1) < تركناها لكم » .. افعلوا ما بدا لكم ... وهذا ما أراد .. فما يستريح وجدانه الحي ان يضرب مسلما لاسلامه ، ولم يضرب كافرا لتكفره ، وما يشعر أنه وفي الله دينه ، وقد ضرب ولم تضرب ، وآذى أناسا ولم يذه أحد ، وما تهدا حاسبة العدل فيه وقد كانت كانها من حواس بدنه - الا أن يحس القصاص في نفسه كما أحس المضروبون بالأمس عدو أنه في أنفسهم « وراح يسأل النبي : يا رسول الله !.. ألسنا على الحق ان متنا أو حبينا ?.. فقال عليه السلام : بلى والذي نفسي بيده أنكم على الحق ان متم وان حييتم . قال : ففيم الاختفاء .. والذي بعثك بالحق لتخرجن ! « فما لبث النبي أن خرج في صفين ، أحدهما فيه عمر والآخر فيه حمزة . ولهما كديده كانه کديد الطحين ، فدخلوا المسجد وقريش تنظر وتعلوها کابة فلا يجرؤ سلیط منها ولا حكيم أن يقترب من صفين فيهما هذان .. وسماه النبي يومئذ بالفاروق قال علي بن أبي طالب رضی الله عنه : «ما علمت أن أحدا من المهاجرين هاجر الا مختفيا ، الا عمر بن الخطاب ، فانه لما هم بالهجرة تقلد سیفه وتنك" قوسه واتضى في يده أسهما واختصر عنزته (۵) ومضى قبل . (1) اي كفوا ۰ (۲) استوت (3) الانكسار والضعف • (4) مسرح بالعيب فيه وتنقصه . (5) التراب الناعم . (6) سوء الحال والانكسار من الحزن . (۷) أي وضعه على منكبه . (۸) أطول من العصا ، وأقصر من الرمع 4
صفحة:عبقرية عمر (المكتبة العصرية).pdf/90
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.