صفحة:عبقرية عمر (المكتبة العصرية).pdf/94

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

۱۱ الناس أرضا غمقة - أي وخيمة - فارفعهم إلى أرض مرتفعة نزهة ،، وهو أحوط ما يحتاط به أمير عالم في هذه الأيام كذلك لم يكن يؤمن بشیء ينفع أو يضر غير ما عرفت أسباب تفعه وضرره ، فكان ينظر الى الحجر الأسود فيقول كلما استلمه : اني لأعلم افك لا تضر ولا تنفع ، ولولا اني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقلك ما قبلتك أن الناس يأتون الشجرة التي بايع رسول الله تحتها بيعة الرضوان ، فیصلون عندها ويتبركون بها ، فأوعدهم وأمر بها أن تقطع مخافة أن تسرى الى الاسلام . هذه المناسك وأشباهها لوثة من الوثنية والتوكل على الجماد حجر وسمع 6 من

ما لا وربما التبس الأمر من نوادر عمر في النقشف واجتناب المتع والمناعم فحسبت فرائض يوجبها ويجري على طريقة أولئك النساك المتخشعين الذين كان ينهاهم أن يميتوا الدين ويهزأ بهم كلما تنطعوا فيه وأوجبوا يجب على المؤمنين فلا يلتبسن الأمر هذا الملتبس ، فهو واضح بين التفرقة من سيرته ومن الأحاديث التي صحبت تلك النوادر ، ففسرتها ودلت على الغرض منها فعمر كان مسلما وكان خليفة للمسلمين . وفرق بين محاسبة المسلم قفسه وهو مسئول عنها دون غيرها ، وبين محاسبة الخليفة نفسه حتى يقع الشك في عمله ، وينزهه يده وأيدي أهله عما ليس لهم بحق من سلطان الحكم أو بیت المال ، ثم يفي لذكرى صاحبه الذي خلفه على المسلمين ، فلا يعيش في مكانه خيرا من عيشته ولا يمنح نفسه وذويه ما لم يمنحه النبي لآله وذويه وعمر الذي كان يقنع بالخشن الغليظ من المأكل والملبس و يا بي أن يذوق في المجاعة مطعما لا المسلمين أنما هو الخليفة الذي يحاسب نفسه قبل أن تحاسبه الرعية ، وقد وجد منهم من لامه لأنه طرح" (۱) الحمق ، ومس الجنون • (۲) تنطعوا هنا : بمعنی تغالوا : (۳): رماه ۰