صفحة:عبقرية عمر (المكتبة العصرية).pdf/99

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

وطلب يوما من أبي موسى رجلا ينظر في حساب الحكومة، فأتاه بنصرانی ، فقال : اني سألتك رجلا أشركه في اماتي، فأتيت بمن يخالف دیشه دینی ، وقلما نهى عن استعمال اليهود والنصارى الا ذكر بعدها : أنهم أهل رشي ، ولا تحل في دين الله الرشي ! وكان له عبد من أهل الكتاب يقال له أسبق . فعرض عليه أن يسلم حتى يستعين به على بعض أمور المسلمين . فأبى ، وأعتقه وأطلقه وقال له : اذهب حيث شئت ! فلم يكن نهيه عن استخدام أهل الكتاب في مهام الدولة الا ایثارا للعدل وكراهة للرشوة والزيع في الحكومة ، وما نظن أحدا ينكر أني استخدام الغرباء عن الدولة خليق أن يحاط بمثل هذا الحذر وأن تجتنب فيه مثل هذه الآفة . اذ يكثر بين المرتزقة الذين يخدمون دولة من الدول و هم غرباء عنها كارهون لمجدها وسلطانها أن ينظروا إلى منفعتهم قبل أن بنظروا إلى منفعتها . وأن يساوموا على نفوذهم قبل أن يستحضروا الغيرة على سمعتها * والرغبة في خيرها وخير أهلها ، ولا سيما في زمن كانت الدولة تميز بالعقائد قبل أن تميز بالأوطان وما من أمة في عهدنا هذا تبيح الوظائف العامة الا بقيود وفروق متفق عليها : أولها تحریمها على الأجانب ما لم تكن في استخدامهم منفعة عامة في مسألة الوظائف القومية، بغير اعنات) للدولة ولا اعنات للرعية ، وكفى باتقاء الاعنات أن العبد المملوك يخير في الوظيفة والاسلام فيأبي ، فلا ذلك ضيم. ويطلق له زمامه يفعل ما يشاء أما نهيه عن تشبه الذميين بالمسلمين وكراهته أن يبدلوا أزياءهم التي ولدوا عليها ، فلا يلام عليه حتى نعلم لم كان أناس من الذين يودون التشبه بالمسلمين في الزي والشارة ?.. أكانوا يتشبهون بهم اذن مسلمون لا يمنعهم مانع أن يجهروا بالاسلام .. أم يتشبهون بهم کیدا لهم ورغبة في التسلل بينهم والافلات من عهودهم والتزاماتهم وما (1) : الميل (۲) من معاني العنت : الوقوع في أمر شاق . (٣) : الظلم وهذه هي سياسة عمر 6 نفسه حبا لدينهم فهم