صفحة:على السفود (1930) - العقاد.pdf/11

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
5
 

السَّفُّود

ومعناه

السَّفُّود في اللغة الحديدةُ يُشوَى بها اللحمُ، ويسمِّيها العامَّةُ (السيخَ) وقد تكون عُودًا مستَويًا يذهَبُ مستدقًّا فينتهي بشَباة حادَّة في طرفَه الأعلى هي مَغْرِزُهُ في اللحم، كما تكون حديدةٌ ذات شُعَبٍ مُعَقَّفَةٍ (ملوية من أطرافها) … ويُجمَع السفُّود على سَفافيد.

وقد استعَرْنا هذه الكلمة في النقد لأن بعض المغرورين من أدباء هذا الزمن ممن عَدَوْا طَوْرَهم وتَجاوزوا كل حدٍّ في الادِّعاء والغرور، لا يصلحُ فيهم من النقد إلا ما ينتظمُهُم ويُفْرِشهم نارًا كنارِ اللحم يُشْوَى عليها ويُقَلَّب ويُنْضَج، فلقد أُعينوا من الصفاقة والدعوى والخداع ولؤم الأدب والعُجْبِ والفتنةِ بما لا تدبيرَ فيه إلا حالٌ كتلكَ، وما دونهم مِن النقد فهو دونهم في الإبلاغ والتأثير، فلذلك ما قلنا: «على السفود».

ومن تَناوله السفود قيل فيه «مُسَفَّد»، لا يجوز غيرها، لأن تَستفيد اللحم نَظْمُه في تلك الحديدة للاشتواء، فالعقاد (مُسَفَّد) في هذا الكتاب، وهذا النقد (تَسفِيدُه)، وسَفَّده فلان وضعه (على السفود) …