صفحة:على السفود (1930) - العقاد.pdf/14

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.

8

بسم الله الرحمن الرحيم

وأعوذ بالله من الشيطان الرجيم في صورته وفي صور أتباعه وحزبه وشيعته ممن خُلقوا ليكون فيهم تاريخه على الأرض، ولتقوم بهم أعماله جارية مجراها في مقت الله وغضبه، ولا بد من مقت الله وغضبه على هذه الدنيا ملء ما يملؤه الليل. ونعوذ بالله من كل إنسان أسود المعنى، فإنما غضب الله سواد في معاني الناس.

وإذا شئتَ أن تعرف ما سواد المعنى، فاعلم أنه اللون الذي يراه صاحبه المفتون أشد بياضًا من الأبيض، فيسخر القدر من غُلوه وغروره، فإذا هو كالوحل جاء في قالب ثلج … وإذا هو سخرية من ناحيتين، فالمغرور ولو كان أعلم الناس، واللئيم ولو كان أكبر الناس، والفاسد ولو كان أرقى الناس، وكائن من كان إذا عُطف على هذا النسق، وبالغ ما بلغ إذا دخل في هذه الجملة، كل أولئك في السماء برابرة المعاني … وهم على خدي الأرض أبيضها وأحمرها.

وأما بعدُ … فإنا نكشف في هذه المقالات عن غرور مُلفَّف، ودعوى مغطاة، وننتقد فيها الكاتب الشاعر الفيلسوف!!! (عباس محمود العقاد) … وما إياه أردنا، ولا بخاصته نعبأ به، ولكن لمن حوله نكشفه، ولفائدة هؤلاء عرضنا له. والرجل في الأدب كورقة البنك المزورة، هي في ذات نفسها ورقة كالورق، ولكن من ينخدع فيها لا يغرم قيمتها، بل قيمة الرقم الذي عليها، وهذا من شؤمها، ومن هذا الشؤم حق البيان على مَن يعرفها.

وقد يكون العقاد أستاذًا عظيمًا، ونابغة عبقريًّا، وجبار ذهن كما يصفون،