صفحة:على السفود (1930) - العقاد.pdf/54

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.

48

« مفتاح نفسه » وقفل نفسه1

يسرنا أن يكون الأدباء والكتاب قد أخذ كل منهم يحاذر جهده أن يكون هو المغفل الذي يشهد العقاد بانه أديب أو شاعر أو كاتب بعد أن مزقنا الاعلانات الكبيرة الملونة التي كانت ملصقة على هذا الحائط!!! و بعد أن أريناهم الحائط نفسه علينا وحجرة، لا أصباغا ولا ألوانا وما هو الا الحائط وما هو الا العقاد

ما من أديب الآن يجسر أن يظن في هذا العقاد – اذا أبعد في حسن الظن – الا أنه كاتب جرائد يحسن صناعته ويتجمع آلاتها من الاطلاع المتنوع والترجمة ثم... ثم الصفاقة والمكابرة والكذب السياسي، ثم الدجل العالی الصحافي الشرقي!!!! وانتهی

أما العقاد الذي كان تحت الاعلانات !!! فهيهات هيهات وقد كان أول نحسه طرده من جريدة البلاغ لان هذه الجريدة الكبيرة كانت بمنزلتها تصبغ شَيْبَه، وتخفي عيده، وتجعله (نايبه)

ومن العجيب ان رجالا من حكومة العراق كانوا من المخدوعين به أو فيه أو منه فأرادوا أخذه الى العراق مدرسًا للآداب العربية وكادوا يجنونها على الأدب اغترارا بتزويق الحائط ولكنهم تنبهوا أخيرا أن رأوا العقاد على السفود وتركوه لما به ولولا ذلك لما عرفوه ... إلا ﴿ بعد خراب البصرة ﴾ ....

ما هو هذا العنصر الكيميائي العجيب الذي يحول كاتب جرائد في لحنه

وعاميته وفساد ذوقه وسقم فهمه وضعف اطلاعه وتهافت ناحيتيه في النظم والنتر–


  1. عدد شهر اكتوبر سنة ۱۹۳۹ من العصور