صفحة:على السفود (1930) - العقاد.pdf/9

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.

مقدمة

بقلم عباس محمود العقاد...

«يعرف كُتابُ الغرب طائفةً من أدعياء التفكير (مثل العقاد1) يُسمُّونها الانتلجينزيا ويعنون بهذه الكلمة ما نَعْنيه في اللغة العربية بكلمة المتحذلقين أو المتفيهقين . ومن صفات هذه الطائفة أنْ تكونَ على شيء من بريق الذكاء، وقدرة على تلفيق الأفكار … ومظهر من مظاهر العلم والاطِّلاع، وأستاذية مُنتحَلة … يغترُّ بها مَنْ ينخدعون بشقشقة اللسان وسمات الوقار … فهي سطحيةٌ في كل نوع من أنواع المعرفة، لا تنفذُ إلى قرار مسألة، ولا تحيط بفكرة ولا تفهم شيئًا على حقيقته البسيطة، ولا على استقامته الطبيعية، لأن الفهم عملٌ يشترك فيه الذكاء والإدراكُ والذوقُ2 والفطرة والبصيرة. وليس عند هذه الطائفة — طائفة المتحذلقين — من هذه الأدوات إلا وميضُ الذكاء المغرى بالتوشية والتلفيق دون الاستيعاب والنفاذ إلى الأعماق»3

***

  1. هذه الكلمة منا للبيان والتفسير.
  2. وناهيك من ذَوق كذوق العقاد الشاعر المراحيضي كما ستعرفه.
  3. هذه النبذة كلها بحروفها من مقالة للعقاد في جريدة «مصر» عدد ١٨ أكتوبر سنة ١٩٢٩، والعامة يقولون: «مسكوا فرعون بخطه».