صفحة:كتاب شعراء النصرانية 1 (1890) - لويس شيخو.pdf/172

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
۱٥٦
شعراء اليمن (ربيعة)

وجلوا الاسنّة وشحذوا السيوف وقوّموا الرماح . وكان همّام اخو جساس آخى المهلهل وكان ينادمه في ذلك الوقت فبعث جساس الى همام جارية لهم تخبره الخبر . فانتهت اليهما وأشارت الى همام فقام اليها فاخبرته . فقال له مهلهل : ما قالت لك الجارية . وكان بينهما عهد ان لا يكتم أحدهما صاحبه شيئا . فذكر له ما قالت الجـارية وأحب ان يعلمه ذلك في مداعبة وهزل ، فقال له مهلهل : يد اخيك اقصر من ذلك ، فاقبلا على شربهما. فقال له مهلهل : اشرب فاليوم خمر وغدا امر. فشرب همام وهو حذر خائف ، فلما سكر مهلهل عاد همام الى اهله فساروا من ساعتهم الى جماعة قومهم وظهر أمر كليب قذهبوا اليه فدفنوه . فلمّا دفن شقت الجيوب وخمشت الوجوه وخرجت الابكار وذوات الخدور العواتق اليه . وتمام هذا الخبر في ترجمة المهلهل . وكان قتل كليب سنة ٤٩٤ م .وكان شاعرا الّا انّ شعره قليل مرّ شي منه ويروى له ايضا قوله يفتخر ويذكر رئاسته على نزار ووقعة السّلان ( من الوافر ) :

دعاني داعيا مضر جميعا
وانفسهم تدانت لاختلاق
فكانت دعوة جمعت نزارا
ولمّت شعتها بعد الفراق
اجبنـا داعي مضر وسرنا
إلى الاملاك بالقبّ العتاق
عليها كل ابيض من نزار
يساقي الموت كرها من يساقي
امامهم عقـاب الموت يهوي
هويّ الدلو أسلمها العراقي
فاردينا الملوك بكلّ عضب
وطار هزيمهم حذر اللّحاق
كانّهم النّعام غداة خافوا
بذي السلّان قارعة التّلاقي
فكم ملك اذقناه المنايا
وآخر قد جلبنا في الوثاق

وله ايضا قوله يذكر وقعة خزاز ( من الطويل )

لقد عرفت قحطان صبري وتجدني
غـداة تزاز والحقوق دوان
غداة شفيت النّفس من ذل حمير
واورثتها ذلّا بصـدق طعاني
زلفت اليهم بالصّفائح والقنا
على كلّ ليث من بني غطفان