صفحة:كتاب شعراء النصرانية 1 (1890) - لويس شيخو.pdf/179

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
۱٦٣
المهلهل اخو كليب
فابكين سيّد قومه واندبنه
شدّت عليه قباطي الاكفان
وابكين للايتام لمّا اقحطوا
وابكين عنـد تخاذل الجيران
وابكين مصرع جيده متزمّلا
بدمائه فلذاك ما ابكاني
فلاتركنّ به قبائل تغلب
قتلى بكلّ قرارة ومكان
قتلى تعاورها النّسود اكفّها
ينهشنها وحواجل الغربان

ولمّا اصبح المهلهل غدا الى اخيه فدفنه وقام على قبره يرثيه ويقول ( من الوافر ) :

اهاج قذاء عيني الاذّكار
هدوّا فالدّموع لها انحدار
وصار اللّيل مشتملا علينا
كانّ الّليـل ليس له نهـار
وبتّ اراقب الجوزاء حتّى
تقارب من أوائلها انحدار
اصرف مقلتي في اثر قوم
تباينت البـلاد بهم فغاروا
وابكي والنّجوم مطلعات
كان لم تحوها عنّي البحـار
على من لو نسيت وكان حيّا
لقاد الخيل يحجبها الغبار
دعوتك يا كليب فلم تجبني
وكيف بيجيبني البلد القفار
اجبني يا كليب خلاك ذمّ
ضنينات النفوس لها مزار
اجبني يا كليب خلاك ذمّ
لقد فجعت بفارسها نزار
سقاك الغيث انّك كنت غيثا
ويسرا حين يلتمس اليسار
ابت عيناي بعدك ان تكفّا
كانّ غضا القتاد لما شفار
وانّك كنت تحلم عن رجال
وتعفو عنهم ولك أقـدار
وتمنع ان يمسّهـم لسـان
مخافة من يجير ولا يجار
وكنت أعّد قربي منك ربحا
إذا ما عدّت الرّبح التّجار