صفحة:كتاب شعراء النصرانية 1 (1890) - لويس شيخو.pdf/180

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
۱٦٤
شعراء اليمن (ربيعة)
فلا تبعد فكلّ سوف يلقى
شعوبا يستدير بها المدار
يعيش المرء عند بني ابيه
ويوشك ان يصير بحيث صاروا
ارى طول الحياة وقد تولّى
كما قد يسلب الشّيء المعار
كانّي إذ نعى النّاعي كليبا
تطاير بين جنبيّ الشّرار
فدرت وقد عشي بصري عليه
كا دارت بشاربها العقار
سالت الحيّ ابن دفنتموه
وقالوا لي بسفح الحىّ دار
فسرت اليه من بلدي حثيثا
وطار النّوم وامتنع القرار
وحادت ناقتي عن ظلّ قبر
ثوى فيه المكارم والفخار
لدى اوطان اروع لم يشنـه
ولم يحدث له في النّاس عار
اتغدو يا كليب معي اذا ما
جبان القوم انجاه الفرار
اتغدو يا كليب معي اذا ما
حلوق القوم يشحذها الشّفار
اقول لتغلب والعـز فيها
اثيروها لذلكم انتصار
تتابع اخوتي ومضوا لامر
عليه تتابع القوم الجسار
خذ العهد الاكيد علىّ عمري
بتركي كلّ ما حوت الدّيار
وهجري الغانيات وشرب كأس
ولبسي جبّة لا تستعار
ولست بخالع درعي وسيفي
إلى ان يخلع اللّيل النّهار
والّا ان تبيد سراة بكر
فلا يبقى لها ابدا اثار

وما زال المهلهل يبكي اخاه ويندبة ويرثيه بالاشعار وهو يجتري بالوعيد البني مرّة حتى يئس قومه وقالوا : انه زير النساء . وسخرت منه بكر وهمت بنو مرّة بالرجوع الى الحمى وبلغ ذلك المهلهل فانتبه للحرب وشمّر ذراعيه وجمع اطراف قومه ، ثمّ جزّ شعره وقصّر ثوبه وهجر