صفحة:كتاب شعراء النصرانية 1 (1890) - لويس شيخو.pdf/181

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
۱٦٥
المهلهل اخو كليب

اللهو وحريم القمار والشراب وأرسل رهطا من اشراف قومه وذوي اسنانهم الى بني شيبان فاتوا مرّة بن ذهل وهو في نادي قومه فعظّموا ما بينهم وبينه وقالوا له : انكم اتيتم امرا عظيما بقتلكم كليبا بناب من الابل وقطعتم الرحم وانتهكتم الحرمة بيننا وبينكم . وانّا نعرض عليك خلالا اربعا لك فيها مخرج ولنا فيها مقنع . امّا ان تحيي لنا كليبا او تدفع الينا قاتله جساسا فنقتله به او هماما فانه كفء له أو تمكنا من نفسك فانّ فيـك وفاء لدمه. فقال لهم : امّا احيائي كليبا فلست قادرا عليه . وامّا دفعي جساسا اليكم فانه غلام طعن طعنة على عجل وركب فرسه فلا أدري أيّ بلاد قصد . واما همام فانه ابو عشرة وأخو عشرة وعمّ عشرة كلهم فرسان قومهم فان يسلّموه بجريرة غيره . وأمّا انا فما هو الّا ان تجول الخيل جولة فأكون اوّل قتيل بينها فما اتعجّل الموت . ولكن لكم عندي خصلتان . امّا احداهما فهولاء ابنائي الباقون فخذوا أيّهم شئتم فاقتلوه بصاحبكم . واّما الأخرى فاني ادفع لكم الف ناقة سود الحدق حمر الوبر . فغضب القوم وقالوا : قد اسأت ببذل هؤلاء وتسومنا اللبن من دم كليب . ونشبت الحرب بينهم واعتزلت قبائل بكر الحرب وكرهوا مساعدة بني شيبان على القتال واعظموا قتل كليب فتحوّلت لجيم ويشكر وكفّ الحرث بن عباد عن نصرهم ومعه اهل بيته . وقال : لا ناقة لي في هذا ولا جمل فارسلها مثلا . وقال اصحاب الاخبار : كانت حربهم اربعين سنة فيهنّ خمس وقعات او مزاحفات وكانت تتكون بينهم مغاورات وكان الرجل يلقى الرجل والرجلان الرجلين ونحو هذا


وكان اوّل تلك الايام ( يوم عنيزة ) وهي عند فلجة ورئيس تغلب المهلهل ورئيس شيبان الحرث بن مرّة فتكافأوا فيه وكانوا على السواء لا لبكر ولا لتقلب وقيل بل ظفرت تغلب . ثم تفرّقوا وغيروا زمانا.ثمّ انهم التقوا ( يوم النّهي ) وهو ماء لهم وكانت الدائرة لتغـلب وكانت الشركة في شيبان واستمرّ القتل فيهم الّا انه لم يقتل في ذلك اليوم أحد من بني مرّة . ويروى ان يوم النهي اول وقعة كانت بينهم. ثم التقوا ( بالذنائب ) وهي اعظم وقعة كانت لهم فظفرت بنو تغلب وقتلت بكرا مقتلة عظيمة وقتل فيها شراحبيل بن مرّة بن همام بن مرة وقتل تميم بن قيس بن ثعلبة وكان شيخا كبيرا واحد رؤساء بكر قتله عمرو بن مالك بن الفدوكس جدّ الأخطل الشاعر وقتل غير هؤلاء من روساء بكر. ثم التقوا (يوم واردات) فاقتتلوا قتالا شديدا فظفرت تغلب ايضا وكثر القتل في بكر فقتل عمرو بن سدوس الذهـليّ وقتل همام بن مرة اخو جساس فمرّ به مهلهل فلمّا رآه قتيلا قال : والله ما قتل بعد كليب اعزّ عليّ فقدا منك وتالله لا تجتمع بكر بعـدكما على خير ابدا . وكاد جسّاس يؤخذ في تلك