صفحة:كتاب شعراء النصرانية 1 (1890) - لويس شيخو.pdf/189

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
۱٧٣
المهلهل اخو كليب
جناية لم يدر ما كنهها
جان ولم يصبح لها بالخليق
كقاذف يوما باجرامه
في هوذة ليس لها من طريق
من شاء ولّى النّفس في مهمـه
ضنك ولكن من له بالمضيق
انّ ركوب البحر ما لم يكن
ذا مصدر من مهلكات الفريق
ليس امروء لم يعد في بغيـه
غدا به تخريق ريح خريق
كمن تعدّى بغيه قومه
طار الى ربّ اللواء الخفوق
الى رئيس الناس والمرتجى
لعقدة الشد ورتق الفتوق
من عرفت يوما حزاز له
عليا معد عند أخذ الحقوق
اذ أقبلت حمير في جمعها
ومذحج كالعارض المستحيق
وجمع همدان له لجبة
وراية تهوي هوي الانوق
تلمع لمع الطير راياته
على اواذي لجّ بحر عميق
فأحتـل اوزارهم ازره
برأي محمود عليهم شفيق
وقد علتهم للّقا هبوة
ذات هـياج كلهيب الحريق
فقلّد الامر بنو هاجر
منهم رئيسا كالحسام البريق
مضطلعا بالامر يسمو له
في يوم لا ينساغ حلق بريق
ذاك وقد عنّ لهم عارض
كجنح ليل في سماء بروق
فانفرجت عن وجهـه مسفرا
منبلجا مثل انبلاج الشروق
فذاك لا يوفي به غيره
وليس يلقى مثله في فريق
قل يبني ذهـل يردّونه
او يصبروا للفيلم الخنفقيق
فقد تروّوا من دم محرم
وانتهكوا حرمته من عقوق

٢٢