صفحة:لسان العرب01.pdf/3

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
٣

كتاب لسان العرب للامام المتقن جمال الدين محمد بن جلال الدين الانصاري الخزرجي الأفريقي نزيل مصرب ويعرف بابن مكرم وابن منظور ولد في سنة ٦٩٠ وتوفي سنة ٧٧١ وقد جمع في كتابه هذا الصحاح للجوهري وحاشيته لابن بري والتهذيب للازهري والمحكم لابن سيده والجمرة لابن دريد والنهاية لابن الأثير وغير ذلك فهو يغني عن سائر كتب اللغة اذهى بجملتها لم تبلغ منها ما بلغة قال الأمام محمد بن الطيب مجشي القاموس وهو عجيب في نقوله وتهذيبه وتنقيحه وترتيبه إلا أنه قليل بالنسبة لغيره من المصنفات المتداولة وزاحم عصره عصر صاحب القاموس رحم الله الجميع انتهى وسبب قلته كبر حجمه وتطويل عبارته فأنه ثلاثون مجلد فالمادّة التي تملأ في القاموس صفحة واحدة تملأ فيه أربع صفحات بل أكثر ولهذا عجزت طلبة العلم عن تحصيله والانتفاع به وبالجملة فهو كتاب لغة ونحو وصرف وفقه وأدب وشرح للحديث الشريف وتفسير للقرآن الكريم فصدق عليه المثل أن من الحسن لشقوة ولولا أنّ الله تبارك وتعالى أودع فيه سراً مخصوصاً لما بقى إلى الآن بل كان لحق بنظرائه من الأمّهات المطوّلة التي اغتالتها طوارق الحدثان كالموعب لعيسى بن غالب البياني والبارع لأبي على القالي والجامع للقزاز وغيرهما مما لم يبق له عين ولا أثر إلا في ذكر اللغويين حسين ينوهون بمن ألف في اللغة وأثر فالحمد لله مولى النعم ومؤتي الهمم على أن حفظه لنا مصونا من تعاقب الأحوال وتناوب الأحوال كما نحمده على أن ألهم في هذه الأيام سيدنا الخديو المعظم العزيز ابن العزيز ابن العزيز محمد توفيق المحمود بين العرب والعجم والمحفوف بالتوفيق لكل صلاح جمّ وفلاح عمّ إلى أن يكون هذا الكتاب الفريد بالطبع منشوراً ونفعه في جميع الأقطار مشهوراً بعد أن كان دهر طويلاً كالكنز المدفون والدرّ المكنون ذلك بمساعى أمين دولته وشاكر نعمته الشهم الهمام الذي ذاعت مآثره بين الأنام وسرت محامده في الآفاق حسين حسني بك ناظر مطبعة بولاق وهمة ذي العزم المتين والفضل المكين الراقي في معارج الكمال إلى الأوج العلم الفرد الذي يفضل كل فوج من إذا ادلهم عليك أمر يرشدك بصائب فكره ويهديك حضرة حسين افندي على الديك فإنه حفظه الله شمر عن ساعد الجدّ حتى احتمل عبء هذا الكتاب وبذل في تحصيله نفيس ماله رغبة في عموم نفعه واغتناماً لجميل الثناء وجزيل الثواب فدونك كتاباً علا بقدمه على هام السها وغازل أفئدة البلغاء مغازلة ندمان الصفاء عيون المها ورد علينا أنموذجه فإذا هو يتيم اللؤلؤ منضد في سموط النضار يروق نظيمه الألباب ويبهج نثيره الانظار بلغ من حسن الطبع وجماله ما شهرته ورؤيته تغنيك عن الاطراء ومن جيد الصحة ما قام به الجمّ الغفير من جهابذة النجباء جمعوا له على ما بلغنا شوارد النسخ المعتبرة والمحتاج إليه من الموادّ وعثروا أثناء ذلك على نسخة منسوبة للمؤلف فبلغوا من