أفليس الأدنى لمصلحة الأمة ان تقدر الدولة على معرفة أي حادث يحدث بمجرد وقوعه حتى تتلافى أمره ؟ أفليس الأنفع للمسلمين ان يتمكن الحاج ساعات من اجتياز المسافات التي كانت تأخذ أياماً وليالي ، لقد سألت الشيخ محمد بن علي بن تركي من العلماء النجديين الذين بمكة عن رأيه في التلفون واللاسلكي فقال لي : ببضع هذه مسألة مفروغ منها ، وأمر جوازها شرعاً هو من الوضوح بحيث لا يستحق الأخذ والرد . ولم تكن مقاومة الجديد خاصة يحامدي الاسلام ، فقد قاومت الكنيسة في النصرانية كل جديد تقريباً من قول أو عمل ، ثم عادت فيما بعد فأجازته . ولما قال ( غاليله ، بدوران الأرض كفرته ، ولا يزال يوجد الى اليوم من أحبار النصارى من يكفر كل مخالف لما جاء في التوراة من كيفية التكوين ، ومن سنتين حوكم أحد المعلمين في محاكم احدى الولايات المتحدة لقوله بنظرية داروين ومنع من التدريس ، ولكن هذا لا يمنع سير العلم في طريقه (۱) فالنصارى عندهم جامدون ما عندنا جامدون ، والمسلم الجامد يحارب كل علم غير العلم الديني التقليدي الذي ألفه ، حتى انه ليحارب من لا يعتد في دينه إلا بالكتاب والسنة ، وينسى ان العلوم الطبيعية والرياضية والهندسة الأثقال والفلك والطب والكيمياء وطبقات الأرض وكل علم يفيد الاجتماع البشري هي علوم دينية ان لم تكن مباشرة فمن حيث وجر (۱) وقد تألف في انكلترة وأمريكة حزب ديني جديد أو جمعية للدعوة الى الايمان بظواهر التوراة في الخلق والتكوين وكل شيء من غير تأريل ( راجع ص ٧٢٣ م ٣٠ المنار . ( ر ) .
١١٦