صفحة:لماذا تأخر المسلمون.pdf/134

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

وقد زعم بعضهم ومن جملتهم ( سيكار ( هذا الذي بالمغرب قد ألف كتاباً في الطعن على الإسلام ، وهو الذي يكتب في مجلة ( مراكش الكاثوليكية ) أن المراد بلفظة ( العلم ، في القرآن هو العلم الديني ولم يكن المقصود به العلم مطلقاً لنستظهر به على قضية تعظيم القرآن العلم وإيجابه للتعليم . وقد أتى سيكار من المغالطة في هذا الباب ما لا يستحق أن يرد عليه لما فيه من المكابرة في المحسوس . وكل من تأمل مواقع هذه الآيات المتعلقة بالعلم وبالحكمة وغيرها مما يحث على السير في الأرض والنظر والتفكر يعلم أن المراد هنا بالعلم هو العلم على اطلاقه متناولاً كل شيء ، وان المراد بالحكمة هي الحكمة العليا المعروفة عند الناس ، وهي غير الآيات المنزلة والكتاب كما يدل عليه العطف وهو يقتضي المغايرة . ويعزز ذلك الحديث النبوي الشهير : اطلبوا العلم ولو في الصين فلو كان المراد بالعلم هو العلم الديني كما زعم سيكار ما كان النبي عالي يحث على طلبه ولو في الصين اذ أهل الصين وثنيون لا يجعلهم النبي مرجعاً للعلم الديني كما لا يخفى : وفي بعض الآيات من القرائن اللفظية والمعنوية ما يقتضي ان المراد بالعلم علم الكون لأنه في سياق آيات الخلق والتكوين وهي في القرآن أضعاف الآيات في العبادات العملية كالصلاة والصيام كقوله تعالى : أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتِ (۱) نتمته «فان طلب العلم فريضة على كل مسلم » رواه العقيلي وابن عدي والبيهقي رابن عبد البر عن أنس وفيه عند الأخير زيادة أخرى في فضل العلم وله طرق يقوي بعضها بعضاً ( ر ) .

١٣٦

١٣٦