صفحة:لماذا تأخر المسلمون.pdf/137

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

نخشى إن جردناها من دعوة القرآن أن تقضي بنا الى الالحاد والاباحة وعبادة الأبدان واتباع الشهوات ، مما ضرره يفوت نفعه ، فلا بد لنا من تربية علمية سائرة جنباً إلى جنب مع تربية دينية، وهل يظن الناس عندنا في الشرق ان نهضة من نهضات أوروبا جرت دون تربية دينية ؟ وهل جرت نهضة اليابان دون تربية دينية ؟ أفلم يقل رئيس نظار ألمانيا في الرايستاغ منذ ثلاث سنوات : ان ثقافتنا مبنية على الدين المسيحي؟ وهذا هو اعلان المانيا التي هي المثل الأعلى في العلم والصناعة واتقان الآلات والأدوات، لا ينازع في ذلك أحد ، ولا أعداؤها. أفتوجد جامعة في ألمانيا أو انكلترا أو غيرهما من هذه الممالك الراقية من دون ان يكون فيها علم اللاهوت المسيحي ؟ (١) ثم انهم عندما يقولون : في اوروبا ) نهضة وطنية ( أو ) نهضه قومية ) أو جامعة وطنية أو قومية ، لا يكون مرادهم بالوطن التراب والماء والشجر والحجر ، ولا بالقوم السلالة التي تنحدر كلها من دم واحد ، وإنما الوطن والقوم عندهم لفظتان تدلان على وطن وأمة بما فيها من جغرافية وتاريخ وثقافة وحرث وعقيدة ودين وخلق وعادة مجموعا ذلك معاً ، وهذا الذي يناضلون عنه ويستبسلون كل هذا الاستبسال من أجله

(۱) وهذا بعد التربية المنزلية الدينية المحضة والتربية المدرسية الابتدائية وجلها دينية (ر) .

١٣٩