أن ألسنة الخلق اقلام الحق، وأن نور الشمس لا تحجبه الأكف الصغيرة، ولا تطفئه الافواه العاجزة وأن الله متم نوره ولو كره المشركون.
وسواء أكان مطلق اللقب الأول السيد رشيد رضا أم سواه، فانه مما لا شك فيه أن جمهور الادباء وأرباب القلم في الأمة العربية جهروا بهذا اللقب وقابلوا به الامير والأمة والسنين الطوال، وثبت من اجتماعهم اثناء حياة الامير، ومن حصيلة ما ترك الامير من تراث، بعد وفاته، أن اللقب صادف اهله، والتقدير لاقى محله.
نضاله وأهدافه:
عاش الامير شكيب حياة حافلة، أشبه ما تكون بحياة المناضلين الاوائل أصحاب العقيدة والقلم، وفتح عينيه على النور فرأى دولة الاسلام (الدولة العثمانية حينذاك) صائرة الى الأفول، تحيط بها الدول الكبرى من كل جانب وتقتنص اطرافها، وتنحلب اشداقها شوقاً لابتلاع ولاياتها، ولا تتورع عن الايقاع بينها وبين شعوبها، والامير مسلم غيور صافي العقيدة، مشبوب العاطفة، ينتفي قلمه كل حين ويدافع عن دولة الاسلام ما وسعته الحيلة، فنراه حينما تطور الخلاف بين ملك السعودية وإمام اليمن حول منطقة عسير يسارع الى رأب الصدع ولم الشمل ويقود حملة التوفيق، لكي يفوت فرصة التدخل واللعب على ( الاصابع الاجنبية)، ونراه حينما اعتدت ايطاليا على ليبيا بطرابلس الغرب، يشعر ان الوقت وقت سنان لا لسان، فيتطوع ويذهب بنفسه للالتحاق بالمجاهدين في ليبيا.
غير ان طب الامير في معالجة دولة الاسلام وسلاحة في الذود عن حياضها لم يمنعا عنها خطر الانحلال والخسران. وانتهت الحرب العالمية الأولى على غير ما يشتهي ويروم، فلم يفقد أعصابه، ولم يضع صوابه وبادر الى تغيير