صفحة:لماذا تأخر المسلمون.pdf/141

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

(A) في قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضاً ولم يكن الافرنجة وسعاتهم ودعاتهم بملومين على ترويج هذه النظريات الناعسة بين المسلمين لأنها مما يسهل الاستعمار ويمهد طرقه ويكفيهم المقاتلات والمنازلات ويوفر عليهم المزاحمات والسابقات ويجعل لهم التفوق بلا نزاع والتسلط دون جدال ولكن العجب كل العجب من هؤلاء المسلمين الذين أمرهم الله ليتصفوا بالعزة ويتسموا بالانفة ويستوفوا تمام الرجولة كيف كانوا ينقادون لهذه الأضاليل التي مآ لها عبوديتهم للأجانب . لقد صدق فيهم الله تعالى : وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ " (۲) كلام واكثر ما كانوا يؤكدونه للناس من عدم قابلية المسلمين هو استحالة قيامهم بالمشروعات العمرانية والأعمال المادية وكل ما يتعلق به حساب ورقم او مساحة وقياس فإذا قلت لهم : إن كان المسلمون لا يحسنون هذه العلوم كما تزعمون فكيف استطاعوا ان يؤثروا هذه الآثار الباهرة التي يؤمها السياح من اقاصي الدنيا وكيف ملأوا مصر والشام والعراق والمغرب وايران والهند والقسطنطينية وغيرها مباني ومؤسسات تبهر الأبصار وتحير الأفكار وكانت لهم معامل ومناسج ودور صناعات متنوعة وغير ذلك مما يعد في الصناعة من الطراز الأول اجابوك : قد كان هذا قبل ان يرقى الافرنج هذا الرقي الحديث وقبل أن يكشفوا (١) البقرة : من الاية ١٠ . (٢) التوبة : من الآية ٤٨ .

١٤٣

١٤٣