المدينة الى مكة أو إلى أية جهة من المملكة السعودية وهي حاملة الذهب والالماس والياقوت والزمرد ما تجرأ أحد أن يسألها عما معها . بر ما من يوم إلا وتحمل فيه إلى دوائر الشرطة لقط متعددة ويؤتى بضوال فقدها أصحابها في الطرق وأكثر من يأتي بها الأعراب أنفسهم خدمة للامن العام وإبعاداً للشبهة عنهم وعن ذويهم فسبحان محول الاحوال ومقلب القلوب ووالله لا يوجد في هذا العصر أمن يفوق أمن الحجاز لا في الشرق ولا في الغرب ولا في أوروبا ولا في أمريكا ، وقد تمنشى المستر كر ابن الاميركي صديق العرب الشهير في احدى خطبه أن يكون في وطنه امريكا الامن الذي رآه في الحجاز واليمن . وكل من سكن أوروبة وعرف الحجاز في هذه الايام يحكم بأن الأمنة على الأرواح والأعراض والأموال في البقاع المقدسة هي أكمل وأشمل وأوثق أوتاداً وأشد أطناباً منها في الممالك الاوروبية والامريكية ، فأين أولئك الذين كانوا يقولون ان الاعراب لا يقدر على ضبطها انسان وان سكان الفيافي هم غير سائر البلدان فها هو ذا ابن سعود قد ضبطها بأجمعها في مملكته الواسعة ومحا أثر الغارات والثارات بين القبائل وأصبح كل إنسان يقدر أن يجوب الصحارى وهو أعزل ويدخل أرض كل قبيلة دون ان يعترضه معترض أو يسأله سائل إلى أين هو غادٍ أو رائح ولو قيل لبشر ان بلاداً كان ذلك شأنها من الفزع والهول وسفك الدماء وقطع الطرق قد مرد أهلها على هذا البغي وهذا العدوان من سالف الأزمان وانه يليها ابن سعود فلا تمضي على ولايته لها سنة واحدة حق يطهرها تطهيراً ويملأها أمنا وطمأنينة لظن انه السامع يسمع احلاماً أو خرافات أو اتهم القائل في صحة عقله ولكن هذا قد صار حقيقة كلية وقضية واقعية في وقت قصير ، وما أوجده الا همة عالية وعزمة صادقة وإيمان بالله وثقة بالنفس وعلم بأن الله
107