صفحة:لماذا تأخر المسلمون.pdf/156

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

عام الرمادة من ميرة الحجاز بطلب سيدنا عمر الى سيدنا عمرو رضي الله عنهما ومن بعد ذلك لم تشتد بأهل الحرمين لأواء ولا عضتهم مسغبة بنابها إلا أسرعت اليهم مصر بالاغاثة وتفريج الكربة ، لم تتخلف مصر عن هذا الواجب في وقت من الاوقات. وفي هذه الأيام عندما اشتد الشعور بوجوب اصلاح الحجاز من الناحية العمرانية بعد أن أزيحت علته من جهة تأمين السوائل كانت مصر هي الناهضة لمد يد المساعدة اليه في هذا الشأن وكأنما كتب في اللوح المحفوظ ان يكون محمد طلعت باشا حرب هو الطالع حرباً على الخلل والفوضى والاهمال في عمران الشرق فوجه شطراً من همته العلياء شطر البيت الحرام الذي قد أمرنا الله بأننا حيث ما كنا نولي وجوهنا شطره لئلا يكون للناس علينا حجة ، فكان طلعت باشا حرب في هذه الحلبة ايضاً هو المجلي وكان قد بدأ من بضع سنين بتأسيس شركة الملاحة البحرية وانشأ البواخر الجواري كالاعلام البالغة الحد الأقصى من أسباب الراحة والانتظام مثل زمزم والكوثر وغيرهما مما قد سبق الكلام عليه وحصل بذلك الفرج الحجاج بيت الله الحرام ما تحدثت به الركبان و شاع ذكره في البلدان ولكن لم يكن هذا كل ما تسمو اليه همة هذا الرجل من إصلاح عمراني وتنظيم مادي في الحجاز فقصد إلى الارض المقدسة ونظر في مختلف العلل التي تجب معالجتها وعرض نتيجة مشاهداته على الحكومة المصرية التي أسرعت في اجابته الى تقرير اللازم من هذه الاصلاحات الحيوية بالاتفاق مع الحكومة السعودية التي بذلت كل ما في وسعها لأجل تسهيل الاتفاق وتيسير الارتفاق فكان ما ستنفقه الحكومة المصرية والحكومة السعودية في هذه النوبة من اصلاحات الحجاز لإنشاء طرق وانارة كهربائية وتوزيع مياه وتطهيرها وغير ذلك نحواً من مائتين وأربعين ألف جنيه من وهكذا تكون الدولة المصرية قد نهجت السبيل لجميع الحكومات الإسلامية في العالم أن تشاطر في القيام على قدر إمكانها بما يستلزمه الحجاز

١٥٨

١٥٨