عن قضايا العرب أمام جمعية الأمم، فحمل الأمانة، وأدى الرسالة ثم سافر الى امريكا الشمالية وقصد الاتحاد السوفياتي تلبية لدعوة رسمية وأدى فريضة الحج، ورحل الى الأندلس ( اسبانيا ) وأصدر مجلة باللغة الفرنسية في جنيف اسماها «الأمة العربية» ليسجل فيها جهود العرب ومحاولاتهم للتحرر والاستقلال وليحرض قومه على الكفاح والنضال، وقابل مع صديقه احسان الجابري موسوليني، وباحثه في موضوع القضية الطرابلسية، وتوصلت محادثاتها الى نتائج إيجابية هامة وأنكب على كتابة البحوث السياسية وتنظيم المذكرات والاحتجاجات وإذاعة النداءات، وتوزيع كل ذلك على وقود جمعية الأمم ورجالها ثم خطر له سنة ١٩٣٦ أن يجمع ما كتبه في تلك الميادين فوجد أنه يقع فيما يقارب العشرين مجلداً وأنه يتعذر عليه طبعه فأهداه جميعاً الى نظارة الخارجية السورية.
وفي سنة ١٩٣٦ أرادت الحكومة السورية أن تعبر عن تقديرها لمكانة شکیب، ونضاله في سبيل وطنه وامته فاختارته رئيساً للمجمع العلمي العربي ولقد كان هذا الاختيار يصادف هوى في نفس الامير ورغبة في صدره لأنه كان يعتز بعضوية المجمع لولا ان الظروف السياسية اقتضت اعتذاره عن قبول الرئاسة احتجاجاً على فرنسا التي تنكرت للمعاهدة المعقودة مع سوريا سنة ١٩٣٦ ورفض القيد المعنوي واختار الحرية والنضال من أجل البلاد.
عودته الى الوطن ووصيته الأخيرة:
عاد شكيب الى وطنه، ورأى بيروت بعد الهجرة الطويلة في الثلاثين من تشرين الأول سنة ١٩٤٦، وسعد بمشاهدة وطنه حراً مستقلاً طليقاً من اغلال الاحتلال والاستبداد، وتحرك لبنان والبلاد العربية للقاء البطل بعد عودته إلى العرين ومكث فترة يزور ويزار ويجهد نفسه بالرد على الرسائل التي كانت ترده بكثرة. وتحالف على الرجل تصلب الشرايين والنقرس والرمل في الكليتين