صفحة:لماذا تأخر المسلمون.pdf/19

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.

والبراعة، وكانت عود الثقاب الصغير، الذي أضاء الطريق المظلم: وحدد المعالم المبهمة وحق للسيد رشيد رضا ان يقول عنها انها ( اضطربت بها بعض دول الاستعمار، وزلزلت زلزالاً شديداً ، حتى قيل لنا إنها أغرت حكومة سوريا بمنع نشرها فيها وهي أحق وأهلها فانفردت بهذه العداوة للاسلام دون أغروها بها) وقابلت فرنسا الرسالة بحياقة فمنعت دخولها الى الجزائر، وحظرت على الناس قراءتها كأنما هي وباء، وجعلت عقوبة لمن يطالعها.

أما العالم الإسلامي ورجاله، فقد رحبوا بها، ولفتوا الأنظار اليها وحضوا على نشرها وتعميمها، واقترح الاستاذ محمد تقي الدين الهلالي في كلية ندوة العلماء بالهند تعميم نشر الكتاب مصححا مضبوطاً مشكولاً، ليستوفي في مطالعته الخاصة والعامة وان يسهم الاغنياء في توزيع نسخه وان يدرسه المدرسون للطلبة وان يخطب به الخطباء مدة طويلة وان يترجم الى اللغات الأخرى.

الرسالة في الميزان:

إن ظروف إنشاء الرسالة، وكونها جواب على سؤال طرح في مجلة المنار وتحبيرها في مدة وجيزة جداً - ان صح القول بأنه ثلاثة أيام - واعتماد الأمير فيها على الذاكرة وخلاصة التجارب دون المذاكرة والمراجع دفعت بعض المفكرين الى انتقاد جرمها الصغير والإكثار فيها من وجوه المقارنات بين المسلمين بالأمس واليوم، وصياغتها بالأسلوب الصحافي والخطابي العاجل، حق ان الاستاذ احمد الشرباصي يقول عنها - وقوله حق وصدق - : «انها أشبه بخطبة طويلة النفس فيها من الاثارة والتحميس اكثر مما فيها من البحث والاقناع».

ومهما قيل في الرسالة فقد كانت بنت ساعتها، وضرورة من ضرورات عصرها، أيقظت الأمة، وأزالت الحجب عن أعينها وحركت العزائم نحو

۲۱