«ثمرات الفنون»، ولم يقبل تولي رئاسة تلك الجريدة، لعدم توفر مناخ حر يساعده فيها عزم عليه من الحملة الاصلاحية. « وادرك بصدق فراسته و بعد نظره أن العصر الذي يستقبله إنما هو عصر إصلاح، ودوره فيه دور إيقاظ وأن الاسلام في حاجة ملحاح إلى من يمثل فيه هذا الدور».
اتصاله بالشيخ محمد عبده وأصداره « المنار »:
وفور وصوله الى مصر اتصل بالاستاذ الامام الشيخ محمد عبده، وكان قد تعشقه، وتعشق معه المنهج الأصلاحي الذي يتبعه هو والاستاذ السيد جمال الدين الافغاني، وكان من القراء المدمنين على جريدتها «العروة الوثقى منذ طلبه العلم في طرابلس الشام. كما أنه حظي باستقبال الشيخ محمد عبده ومجالسته لدى زيارته للبنان، ومروره بطرابلس، وتداول معه الرأي في منهاج الجريدة التي كان عازماً على إصدارها وفي اسمها؛ وذكر له عدة اسماء، ومنها المنار، الوي وقع عليه الاختيار. ويقول رحمه الله: « وكتبت فاتحة العدد الأول بقلم الرصاص في جامع الاسماعيلي المجاور لدار الاستاذ بالناصرية وذهبت بها الى داره فعرضتها عليه فاعجبته جد الاعجاب ».
وجملة القول أنه، والاستاذ الامام الشيخ محمد عبده، كانا « كروح واحدة في جسدين »، يتكاشفان ويتساران، وينسقان كل مع الآخر أوجه النشاط والعمل والاصلاح والكتابة.
وكان الشيخ رشيد أول من أطلق على الشيخ محمد عبده لقب «الاستاذ الامام».
ويقول الأمير شكيب ارسلان: « انه اتخذه إماماً وعاشره لزاماً وأنشأ مجلة المنار لبث أفكاره في الاصلاح الديني والاجتماعي، والإيقاظ العلمي والسياسي»