وهكذا بلغت «المنار» في مدة وجيزة من نفوس المسلمين مبلغاً عظيماً، وأثرت تأثيراً مباشراً في التوعية بشكل عام، وفي بذر بذور النهضة الفكرية والسياسية بشكل خاص ، وصارت المجلة الاسلامية الأولى في العالم الاسلامي، يحتج بها ويرجع اليها، وأصبحت هي « موئل الفتيا في التأليف بين الشريعة والاوضاع المصرية الجديدة».
وثابر الشيخ رشيد رضا على إصدار المنار من سنة ١٣١٥ إلى سنة ١٣٥٤، بدون كلل ولا ملل، وأودع فيها خلاصة تجاربه وذوب فكره، وفرائد علومه، ولوامع فتاويه، حتى ان المستشرقين عدوا المنار « معلمة اسلامية منقطفة النظير ولا يستغني مسلم عنها ».
وفاته:
وفي الثالث والعشرين من جمادى الأولى ١٣٥٣ هـ الموافق للثاني والعشرين من آب سنة ۱۹۳۵ م اسلم الامام السيد محمد رشيد رضا الروح وهو في السيارة عائداً من السويس الى مصر، تغمده الله بسابغ رحمته.
مؤلفاته:
كان رحمه الله، من فحول علماء هذه الأمة ، ولقد صدر عن فكره وقلمه من الآثار المفيدة ما يندر صدوره عن العلماء في هذا العصر المتأخر.
وهذا احصاء تآليفه، كما أوردها الأمير شكيب ارسلان في كتابه عنه:
١ — تفسير القرآن الكريم، الشهير «بتفسير المنار»، وصل فيه إلى الآية الأولى بعد المائة من سورة يوسف، من عجائب الاتفاق أن نصها: « رب قد آتيتني من الملك وعلمتني من تأويل الأحاديث ».
٢ — « التفسير المختصر المفيد ». أراد له أن يكون كالمتن لتفسير المنار طبع منه بعض الأجزاء