جواب الامير شكيب أرسلان
إن الانحطاط والضعف اللذين عليها المسلمون شيء عام لهم في المشارق و المغارب لم ينحصر في جاوة وملايو ، ولا في مكان آخر ، وإنما هو متفاوت في دركاته ، فمنه ما هو شديد العمق ، ومنه ما هو قريب الغور ، ومنه ما هو عظيم الخطر ، ومنه ما هو أقل خطراً.
وبالاجمال حالة المسلمين الحاضرة ولا سيما مسلمي القرن الرابع عشر للهجرة أو العشرين للمسيح ، لا ترضي أشد الناس تحمسا بالإسلام وفرحا بحزبه ، فضلاً عن غير الأحمسي من أهله.
إن حالتهم الحاضرة لا ترضي لا من جهة الدين ولا من جهة الدنيا ، ولا من جهة المادة ولا من المعنى . وإنك لتجد المسلمين في البلاد التي يساكنهم فيها غيرهم متأخرين عن هؤلاء الاغيار لا يساكنهم في شيء إلا ما نزر ، ولم أعلم من المسلمين من ساكنهم أمم أخرى في هذا العصر ولم يكونوا متأخرين عنهم إلا بعض أقوام منهم ، وذلك كمسلمي بوسنه مثلاً فإنهم ليسوا في سوي مادي ولا معنوي أدنى من سوي النصارى الكاثوليكيين ، أو النصارى الارثوذكسيين الذين يحيطون بهم ، بل هم أعلا مستوى من