الفريقين١. وككثير من مسلمي الروسية الذين ليس المسيحيون الذين يجاورونهم أرقى من الطوائف المسيحية التي تساكنهم، ولا خلاف في أن مسلمي الصين إجمالاً على تأخرهم هم أرقى من الصينيين البوذيين، هذا إذا كانت النسبة بين الفريقين باقية كما كانت قبل الحرب العامة، وفيما عدا هذه الأماكن نجد تأخر المسلمين عن مسايرة جيرانهم عاماً مع تفاوت في دركات التأخر.
ويقال ان العرب في جزيرة سنغافورة هم أعظم ثروة من جميع الأجناس التي تساكنهم حتى من الانكليز أنفسهم بالنسبة إلى العدد، ولا أعلم مبلغ هذا الخبر من الصحة، ولكنه على فرض صحته ليس بشيء يقدم أو يؤخر في ميزانية المسلمين العامة.
ولا إنكار ان في العالم الإسلامي حركة شديدة، ومخاضاً عظيماً شاملاً الأمور المادية والمعنوية، ويقظة جديرة بالإعجاب، قد انتبه لها الاوروبيون و قدروها قدرها، ومنهم من هو متوجس خيفة مغبتها، لا يخفي هذا الخوف من تضاعيف كتاباتهم، إلا أن هذه الحركة الى الأمام لم تصل بالمسلمين حتى اليوم إلى درجة يساوون بها أمة من الأمم الأوروبية أو الاميركية أو اليابان.
فبعد أن تقرر هذا وجب أن نبحث في الأسباب التي أوجدت هذا التقهقر
- ↑ كانوا أعلى مستوى من الكاثوليكيين والارثوذكسيين من الجهة المادية بسبب ان ٨٠ في المائة من أراضي بوسنة كانت ملكاً للمسلمين وكان الفلاحون فيها جميعاً من السربيين فمنذ بضع عشرة سنة سنت حكومة بلغراد قانوناً صدقه مجلس نوابها نزعت بموجبه هذه الاملاك من أيدي مالكيها المسلمين وسلمتها إلى الفلاحين السربيين غير معوضة على المسلمين إلا ببدل بخس فأصبحوا لا يملكون في بوسنة إلا ۲٥ في المائة من الاراضي فسقطت أهميتهم المادية من ذلك الوقت. أما حالتهم الادبية فمرضية الى اليوم لا يقال انها دنيا بالقياس الى جيرانهم ( ش ) .