صفحة:لماذا تأخر المسلمون.pdf/40

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.

ولا عبرة بما يقال في شأن العرب قبل الإسلام ، وما يروى من فتوحات لهم ومدنيات أثيلة ، وما ينوه به من أخلاق عظام في الجاهلية ، فهذه ولا جدال قد كانت ولا تزال آثارها ظاهرة ، ولا شك في مدنية العرب القديمة وانها من أقدم مدنيات العالم على الاطلاق ، ومما يرجح ان الكتابة قد بدأت عندهم ، وانه لو فرض ان الفينيقيين الذين اخترعوا الكتابة في العالم فالفينيقيون في الحقيقة أمة سامية عربية ، ولكن دائرة قلك المدنية كانت محدودة مقصورة على الجزيرة وما جاورها. وقد أتى على العرب حين من الدهر سادهم الغرباء في ارضهم وأذلهم الاجانب في عقر دارهم ، كالفرس في اليمن وعمان والحيرة ، وكالحبشة في اليمن ، وكالروم في اطراف الحجاز ومشارف الشام. والحقيقة انهم لم يستقلوا استقلالاً حقيقياً واسعاً إلا بالاسلام، ولم تعرفهم الأمم البعيدة وتختع لهم الممالك العظام والقياصرة والاكاسرة وتتحدث بصولتهم الناس ولم يقعدوا من التاريخ المقعد الذي أحلهم في الصف الأول من الأمم الفاتحة إلا بمحمد .

فالسبب الذي به نهضوا وفتحوا ، وسادوا وشادوا ، وبلغوا هذه المبالغ كلها من المجد والرقي ، يجب علينا ان نبحث عنه وننشده ، وتخفي المسألة و نممن في النشدان : أهو باق في العرب وهم قد تأخروا برغم وجوده وتأخر معهم تلاميذهم الذين هم سائر المسلمين ، أم قد ارتفع هذا السبب من بينهم ، ولم يبق من الايمان إلا اسمه ، ومن الإسلام إلا رسمه ، ومن القرآن إلا الترنم به ، دون العمل بأوامره ونواهيه، إلى غير ذلك مما كان في صدر الملة وعنجهيه الشريعة.



فقد المسلمين السبب الذي ساد به سلفهم:

إذا فحصنا عن ذلك وجدنا ان السبب الذي به استقام هذا الامر قد أصبح مفقوداً بلا نزاع، وان كان بقي منه شيء كباقي الوشم في ظاهر اليد

٤٢