فلو كان الله تعالى وعد المؤمنين بالعزة بمجرد الاسم دون الفعل الكان يحق لنا أن نقول : أين عزة المؤمنين ؟ من قوله تعالى:
وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ[١].
ولو كان الله قد قال :
وكان حقاً عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ[٢].
بمعنى انه ينصرهم بدون أدنى مزية فيهم سوى انهم يعلنون كونهم مسلمين، لكان ثمة محل للتعجب من هذا الخذلان بعد ذلك الوعد الصريح بالنصر ولكن النصوص التي في القرآن هي غير هذا، فالله غير مخلف وعده، والقرآن لم لم يتغير ، وإنما المسلمون هم الذين تغيروا ، والله تعالى أنذر بهذا فقال:
إنَّ اللهَ لَا يُغَيرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ[٣].
فلما كان المسلمون قد غيروا ما بأنفسهم كان العجب أن لا يغير الله ما بهم ، وان لا يبدلهم الذل والضعة ، من ذلك العز وتلك الرفعة ، بل كان ذلك يُعد منافياً للعدل الإلهي . والله عز وجل هو العدل المحض.
كيف ترى في أمة ينصرها الله بدون عمل ويفيض عليها الخيرات التي كان يفيضها على آبائها ، وهي قد قعدت عن جميع العزائم التي قد كان يقوم بها آباؤها ؟ وذلك يكون أيضاً مخالفاً للحكمة الإلهية والله هو العزيز الحكيم.