صفحة:لماذا تأخر المسلمون.pdf/43

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

اللَّهِ ؟ فَاسْتَبْشِرُوا بِبِيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ . وَذَلِكَ هُوَ الفَوْزُ الْعَظِيم١.

فأين حالة المسلمين اليوم من هذا الوصف الذي في كتاب الله ؟ وأين حالتهم من سلفهم الذين كانوا يتهافتون على الموت الأحمر لإحراز الشهادة وكثيراً ما كانوا ينشدون الموت ولا يجدونه ؟ وكان فارسهم يكر وهو يقول: إني لأشم ريح الجنة ، ثم لا يزال يمكر ويخوض غمرات الحرب حق إذا استشهد قال : هذا يوم الفرح ، وإذا فاتته الشهادة برغم حرصه عليها عاد إلى قومه حزينا كتيبا.

المقابلة بين حالي المسلمين والافرنج اليوم:

اليوم فقد المسلمون أو أكثرهم هذه الحمامة التي كانت عند آبائهم ، وإنما تخليق بها اعداء الإسلام الذين لم يوصهم كتابهم بها ، فتجد أحفادهم تتوارد على حياض المنايا سباقاً ، وتتلقى الأسنة والحراب عناقاً ، ولقد كان مبلغ مفاداتهم بالنفائس وتضحيتهم للنفوس في الحرب العامة فوق تصور عقول البشر ، كما يعلم ذلك كل أحد ، فالالمان فقدوا نحو مليوني قتيل، والفرنسيون فقدوا مليوناً واربعمائة ألف قتيل ، والانكليز فقدوا ستمائة ألف قتيل ، والطليان فقدوا أربعمائة وستين ألف قتيل ، والروس هلك منهم ما يفوق وهلم جراً . هذا من جهة النفوس ، وانكلترا بذلت سبعة مليارات الذهب ) أي سبعة آلاف مليون جنيه ( وفرنسة بذلت نحو مليارين ، والمانيا أنفقت ثلاثة ، وايطالية أنفقت خمسمائة مليون ، وروسية أنفقت ما أوقع فيها المجاعة التي آلت إلى الثورة ثم إلى البلشفة ، وهلم جراً .

الاحصاء


  1. التوبة : ٠١١٢
٤٥