صفحة:لماذا تأخر المسلمون.pdf/44

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

- فليقل لي قائل : أية أمة مسلمة اليوم تقدم على ما أقدم عليه هؤلاء النصارى من بيع النفوس وإنفاق الأموال بدون حساب في سبيل أوطانهم و دولهم حق نعجب نحن لماذا آتاهم الله هذه النعمة والعظمة والثروة وحرم المسلمين اليوم أقل جزء منها ؟

وقد يقال : إن المسلمين فقراء ليس عندهم هذه الأموال لينفقوا هذا الانفاق كله . فنجيب بأننا نوزع هذه النفقات على الأوروبيين بنسبة رأس المال لا تكلف المسلمين إلا الانفاق مثل الاوروبيين على هذه النسبة ، فهل تسخو الأمم الإسلامية الحاضرة بما تسخو الأمم الأوروبية التي منها من قد أنفقت في الحرب العامة أكثر من نصف ثروتها ؟

الجواب : لا. ليس في المسلمين اليوم من يفعل ذلك لا أفراداً ولا أقواماً، وندر في المسلمين من ينفق الزكاة الشرعية وقد يقال : إن الأمة التركية وهي أمة مسلمة قد أنفقت كل ما تقدر عليه في حرب اليونان ولم تقصر عن شأو الاوروبيين في المفاداة بالأنفس والنفائس .

والجواب : نعم .

قد كان ذلك . ومن الترك من بذل ثلث ثروته ومنهم من بذل نصف ثروته في هذه الحرب ، ولكنهم لما فعلوا ذلك انقلبوا بنعمة من الله وفازواء وحرروا أنفسهم واستقلوا ، وارتفعوا بعد أن كانوا هووا ، وعزوا بعد أن كانوا ذلوا . إذا الأمم الإسلامية إذا انتمرت في المعاداة بما أمرها به كتابها كما كان يفعل آباؤها ، أو اقتدت على الاقل بما هو دأب الاوروبيين اليوم من بذل النفوس والنفائس في سبيل حفظ بيضتها ، وذود المعتدين عنها تقطف من ثمرات التضحية إلا مثل ما قطفه غيرها . وانقلبت بنعمة من الله وفضل لم يمسسها سوء.

٤٦