ولكن الامم الإسلامية تريد حفظ استقلالها بدون مفاداة ولا تضحية ، أنفس ولا مسابقة إلى الموت ، ولا مجاهدة بالمال ، وتطالب الله ولا بيع بالنصر على غير الشرط الذي اشترطه في النصر (۱) فإن الله سبحانه يقول : (٢) وَلَيَنْصُرَنَّ الله مَنْ يَنصُرُهُ) . ويقول : إِنْ تَنصُرُوا اللهَ ينصر وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ (۳) ومن المعلوم ان الله تعالى غير محتاج إلى نصرة احد ، وإنما يريد بنصرته تعالى اطاعة أوامره واجتناب نواهيه ولكن المسلمين اهملوا جميع ما أمرهم به كتابهم ) في ذلك ( او اكثره ، واعتمدوا في استحقاق النصرة على كونهم مسلمين موحدين ، وظنوا ان هذا يغنيهم عن الجهاد بالانفس والاموال ومنهم من اعتمد على الدعاء والابتهال لرب العزة لانه يجده أيسر عليه من القتل والبذل . ولو كان مجرد الدعاء يغني عن الجهاد لاستغنى به النبي صل الله وصحابته وسلف هذه الامة فإنهم الطبقة التي هي أولى بأن يسمع الله دعاءها. ولو كانت الآمال تبلغ بالادعية والاذكار ، دون الاعمال والآثار ، لانتقضت سنن الكون ، وبطل التشريع ولم يقل الله تعالى : وَأَنْ لَيْسَ لِلإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَى (1) (1) المنار: يراجع تفصيل هذه المسألة في اجزاء تفسير المنار تجده بدلالة الفهارس في مواضع من اكثرها ، منها ۱۳ موضعاً في الجزء الرابع منه و ٧ مواضع في الجزء الثاني ، وآخرها في آخر الجزء التاسع ولها مزيد في بضع مواضع من الجزء العاشر ) و ( . (٢) الحج : (۳) محمد : من الآية ٧ (٤) النجم : ٣٩ . .
IV