صفحة:لماذا تأخر المسلمون.pdf/47

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

اعتذار المسلمين عن أنفسهم ورده : يقولون : ليس عند المسلمين ما عند الافرنج من الثروة والسعة لينفقوا في أعمال الخير وفي مساعدة بعضهم بعضاً . فنقول لمن يحتج بهذه الحجة إننا ترضى منهم أن ينفقوا على نسبة رؤوس أموالهم كما تقدم الكلام عند ذكر الجهاد بالمال . فهل المسلمون فاعلون ؟ إننا نراهم قد محوا رسوم الأوقاف والمؤسسات الخيرية التي تركها آباؤهم ، فضلا عن كونهم لا يتبرعون بأموالهم الخاصة ولا يجرون مع الاوروبيين في ميدان من جهة التبرع لأجل المشروعات العامة ، فكيف يطمع المسلمون أن تكون لهم منزلة الأوروبيين في البسطة والقوة والسلطان ، وهم مقصرون عنهم بمراحل في الإيثار والتضحية ؟ فان العمل لأجل السلطان في الأرض ، أشبه بالحرث في الأرض ، فبقدر ما تشتغل فيها هي تعطيك. وإن قصرت في العمل قصرت هي في الثمر، والمسلمون يريدون سلطاناً يشبه سلطان الاوروبيين بدون إيثار ولا بذل ، ولا فقد شيء من لذائذهم، وينسون ان الله تعالى يقول : وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الأموال والأنفُس وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (1) الاموال وقد يقولون : إننا جربنا البذل والتضحية ، وابتلينا بالنقص من والأنفس والثمرات وصبرنا ولم يفدنا ذلك شيئاً ، وبقي الاوروبيون مسلطين علينا ، إني أنقل هذا القول عن بعضهم لأني قد سمعته كثيراً والجواب: هل يقدرون أن يقولوا لنا أن ما يدعونه من البذل والتضحية (٤) ٤٩

(۱) البقرة : ١٥٥ .

٤٩