صفحة:لماذا تأخر المسلمون.pdf/48

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

يشبه شيئاً مما يقوم به النصارى واليهود من هذا القبيل ؟ او انه إذا نسب إليه تكون نسبته نسبة الواحد إلى المائة ؟ عندنا مثال حديث العهد هو مسألة فلسطين : حدثت وقائع دموية بين العرب واليهود في فلسطين فأصيب بها أناس من الفريقين فأخذ اليهود في جميع أقطار الدنيا يساعدون المصابين من يهود فلسطين ، وأراد العالم الإسلامي أن يساعد عرب فلسطين كما هو طبيعي ، فبلغت تبرعات اليهود لأبناء ملتهم من فلسطين مليون جنيه ، وبلغت تبرعات المسلمين كلها ١٣ ألف جنيه أي نحو جزء من مائة (١) فسيقولون : ان المسلمين لا يملكون مثل ثروة اليهود . ونعود فنجيبهم نرضى منهم بأن ينفقوا في مساعدة ملتهم على قدر اليهود والافرنج بالنسبة إلى رؤوس أموالهم ، ولا نطالب منهم الفقراء الذين لا يملكون ما يزيد على كفاية عائلاتهم (۱) عنيت بهذه الواقعة الفتنة التي جرت سنة ۱۹۲۹ ميلادية وكان مجموع ما أعان به العرب اخوانهم في فلسطين ثلاثة عشر الف جنيه لا غير إلا أن حوادث الدهر علمت المسلمين وأيقظتهم ونيران المصائب والخطوب أحسنت سبكهم. ففي هذه السنوات العشر الاخيرة بدأوا يقتدون باليهود والاوروبيين في البذل وساروا فيه على أثرهم وان كانوا لا يزالون في اول الطريق واقد أحصيت اعانات العرب لاخوانهم في فلسطين بين سنتي ۱۹۳۷ و ۱۹۳۸ فزادت على ما كان يحصل من قبل ولكن هذه الاعانات أثمرت ثمرها وثبتت أقدام العرب في وجه الانكليز واليهود حتى اضطر الانكليز الى سوق ٣٠ الف جندي هم في نضال مستمر من سنتين الى الآن مع العرب ووراءهم قوى عظيمة من البوليس واليهود المسلحين والخائنين من العرب أنفسهم ومن قوة شرقي الأردن ، ولم يتمكنوا من اخماد الثورة ولا حصلوا على طائل ، وعادت الانكليز فنكصت على أعقابها ورضيت بعقد مؤتمر في لندرة تحضره وفود الدول العربية لمساعدتها على حل المعضلة الفلسطينية ورجعت عن برنامجها الاول وهو اعطاء فلسطين لليهود راضية بأن يكون هؤلاء ثلث عدد السكان لا يزيدون على الثلث فهذا التحول نتيجة المقاومة وهذه المقاومة إنما كانت نتيجة البذل والسماح واستصغار الدنيا، ومن استصغر الدنيا كبرت لديه ، ومن هانت عليه

الحياة جاءته الحياة تسعى على رجليها سنة الله في خلقه ولن تجد لسنة الله تبديلا (ش) .

٥٠