فجاءه الخادم مرة يجدول حساب وفر عليه به ۲۰ الانكليزي : كيف امكنك هذا التوفير ؟ ٢٠ جنيهاً في شهر . فسأله فقال الخادم : تركنا دكان الانكليزي الذي كنا نشتري منه وصرنا نشتري من دكان أحد الاهالي من العرب . فقال له الانكليزي : ارجع الى دكان الانكليزي الذي كنا نشتري منه . فقال الخادم : أو لو كان ذلك يستلزم انفاق ۲۰ جنيها زيادة ؟ قال الانكليزي : ولو كان ذلك يستلزم انفاق ۲۰ جنيها زيادة وسمعت أن كثيرين من الانكليز الذين في الاقطار لا يشترون شيئاً ذا قيمة إلا من بلادهم ويرسلون إلى لندرة فيوصون على كل ما يحتاجون اليه حتى لا يذهب مالهم إلى الخارج أفنقيس هذا بأعمال المسلمين الذين مهما أوصيتهم بالشراء من أبناء جلدتهم او أوطانهم وعلموا أنهم يقدرون ان يوفروا في السلعة الواحدة نصف قرش إذا أخذوها من الافرنجي تركوا ابن جلدتهم أو ملتهم ورجحوا الافرنجي ؟ أفلم يكن سبب حبوط مقاطعة العرب لليهود في فلسطين أشياء كهذه (۱) ؟ أنفسهم أمضى سلاح في يدهم وهو المقاطعة في الأخذ والعطاء مع اليهود من أجل فروق تافهة موقتة ونسوا أن الضرر الذي يصيبهم من الأخذ والعطاء مع اليهود هو أعظم ألف مرة من ضرر هاتيك الفروق الزهيدة . مو (۱) اما الآن فقد أصبح السواد الأعظم منهم يبذلون النفوس والنفائس في الدفاع عن وطنهم فلسطين وأنوا في هذه السبيل بما ارتفعت له رؤوس العرب جميعاً ولو ان هذه المناداة ظهرت منهم من أول الأمر ما وصلت المصيبة الى هذا الحد (ش)
of