(النتيجة الثانية ان هذا المبلغ الضئيل بالنسبة إلى نفقات الدول الحربية قد كان السبب في توطين الطرابلسيين أنفسهم على المقاومة والمجاهدة بما رأوا من نجدة اخوانهم لهم. فكانت هذه المقاومة سبباً لتجشم إيطالية المعتدية من المشاق والخسائر ما هو فوق الوصف إلى أن صار كثير من ساسة الطلبان يصرحون بندمهم على هذه الغارة الطرابلسية ( النتيجة الثالثة ( مهما يكن من عدد القتلى الذين فقدهم العرب في هذه الحرب فان مجموع قتلى الطليان إلى اليوم يفوق مجموع قتلى العرب أضعافاً مضاعفة فلقد لقي الطليان في هذه الحرب من الأهوال ما لا يتسع لوصفه مقالة أو رسالة. وفي واقعة واحدة هي واقعة «الفويهات : على باب بنغازي ثبت فيها ۱۵۰ مجاهداً عربياً لثلاثة آلاف جندي طلياني من الفجر إلى غروب الشمس إلى ان انقرضوا جميعاً ، إلا أفذاذاً أتى عليهم الليل ، ورجع العدو ولما يموتوا : وبينما كان العرب في حزن عظيم على من فقدوهم في تلك المعركة إذ جاءهم الخبر البرقي من الاستانة عن برقية وردت سراً من برلين عن برقية رقمية جاءت من سفارة الالمان في رومية بأنه سقط في هذه المعركة الف وخمسمائة جندي من الطلبان وأصاب الجنون سبعة من ضباطهم . وهذه وقعة من خمسين وقعة بالأقل تضاهيها، فالمسلمون قد قاتلوا في هذه المعركة جيشاً يفوقهم في العدد عشرين ضعفاً وقتلوا نصفه أي قتلوا عشرة أضعافهم - والله تعالى قد قدر لهم في حال القوة ان يغلبوا عشرة أضعافهم وفي حال الضعف أن يغلبوا ضعيفهم فقط كما قال في سورة الأنفال (١) (1) الآية ٦٦ .
- ٥٥