ولنضرب مثلاً ثالثاً ونمسك بعده عن ضرب الامثال لانها لا تعد ولا تحصی: ثمانمائة قام أهل الريف المغربي في وجه الدولة الاسبانية مدة بضع سنين إلى ان تغلبوا عليها وطردوا جيوشها بعد ان أبادوا منهم في واقعة واحدة ٢٦ الف جندي وغنموا ۱۷۰ مدفعاً مع ان جميع اهل الريف بقضهم وقضيضهم الف نسمة. وعدد اهالي اسبانية ۲۲ مليون نسمة ، واراضي الريف اكثرها قاحل والاهالي فيه فقراء يعيشون من كسب ايديهم ، ولقد قاموا بعمل أدهش اهل الارض بالطول والعرض . فلو كان اهل الريف نصارى لانثالت عليهم الملايين من الجنيهات من كل الجهات اما بطريقة خفية وإما بواسطة جمعية الصليب الاحمر في سبيل مداواة جرحاهم . فليقل لنا المسلمون كم جنيهاً قدموا للريف في ذلك الوقت ؟ ثم تألب الفرنسيس مع الاسبانيين وحشدوا الحرب الريفيين ٣٠٠ الف مقاتل وحصروا الريف من كل جانب من البر والبحر وكانت طياراتهم القاذفة بالديناميت على قرى الريفيين تحصى بالمئات لا بالعشرات ولم تكف طيارات الفرنسيس والاسبانيول حق جاء سرب طيارات أميركية من نيويورك نجدة لفرنسة واسبانية ( النصرانيتين على المسلمين لانهم مسلمون ) . == لا تموتي لاننا في طريق الحياة ، وإن لم ارجع فلا تبكي على ولدك ولكن اذهبي في كل مساء وزوري المقبرة ونسائم الاصيل تحمل الى طرابلس وداعك الذي لا يأبى الحداد على قبره فلذة كبدك ، وإن سألك احد عن عدم حدادك علي فأجيبيه : إنه مات في محاربة الاسلام . الطبل يقرع يا أماه ، انا ذاهب ايضاً . ألا تسمعين مزج الحرب ، دعيني اعانقك وأذهب 1 ( ر ) .
٥٨