صفحة:لماذا تأخر المسلمون.pdf/57

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

هذا كله والمسلمون ينظرون إلى حرب الريف مكتوفي الأيدي ، ولبثوا مكتوفي الأيدي مدة سنة واخيراً نهض منهم افراد لجمع شيء من اجل جرحى الريف ، ولأجل بعث الحمية في الناس لم يكتف محرر هذه السطور بالكتابة بل تبرع بأربعة جنيهات لاجل القدوة ، فماذا كان مجموع تلك الاعانات من كل العالم الإسلامي ؟ الجواب ۱۵۰۰ جنيه لا غير . فهل من خذلان بين المسلمين يفوق هذا الخذلان ! خيانة بعض المسلمين لدينهم ووطنهم واعتذارهم الباطل : و يا ليت المسلمين وقفوا عند هذا الحد في خذلان الريفيين بل قامت منهم فئات يقاتلون الريفيين بأشد مما يقاتلون به الاجانب ، وتألبت على محمد بن عبد الكريم قبائل وافرة العدد شديدة البأس مالأوا الفرنسيس والاسبانيول على أبناء ملتهم ووطنهم تزلفاً إلى الفرنسيس والاسبانيول وابتغاء الحظوة لديهم. وقد جرى مثل ذلك عندنا في سورية يوم الثورة على فرنسة ، وجرى في بلاد إسلامية كثيرة (١) ، أفبمثل هذه الاعمال يطالب أخونا الشيخ بسيوني عمران ربه بما وعد تعالى به من جعل العزة للمؤمنين ؟ وإذا سألت هؤلاء المسلمين الممالثين للعدو على اخوانهم : كيف تفعلون مثل هذا وأنتم تعلمون أنه مخالف للدين والشرف واللفتوة والمروءة والمصلحة (۱) والآن عساكر شرقي الاردن وهم من العرب يقاتلون بكل شدة مجاهدي فلسطين الذين هم اخوانهم في النسب والمذهب وهم يعلمون ان هؤلاء المجاهدين إنما يذودون عن حياض العروبة والاسلام ويجودون بنفوسهم لاجل استحياء قومهم واستبقاء وطنهم للعرب وأنه لولا هؤلاء المجاهدون التسلم اليهود جميع فلسطين من زمن طويل تحت ظل حراب الانكليز فبينما دماء المجاهدين تسيل لاجل حفظ فلسطين للعرب نجد دماء عساكر عربية في شرق الاردن تسيل لأجل اخراج بلاد فلسطين وشرق الاردن نفسها بعد فلسطين من أيدي العرب . فهل يبلغ العدو من عدوه أكثر مما يبلغ العرب من انفسهم ؟ لا والله (ش)

09

٥٩