صفحة:لماذا تأخر المسلمون.pdf/58

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

وللسياسة ؟ أجابوك : كيف نصنع فان الاجانب انتدبونا ولو لم نفعل لبطشوا بنا ، فاضطررنا إلى القتال في صفوفهم خوفاً منهم . ونسوا قوله تعالى : أَتَخْشَوْنَهُمْ فَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَوْهُ إِن كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ وقوله تعالى : فَلا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنتُمْ مُوْمِنِينَ (T)- (1) وكلام مثل هؤلاء في الاعتذار غير صحيح فإن الاجانب قد ندبوا كثيراً من المسلمين إلى خيانات كهذه فلم يجيبوهم ولم تنقض عليهم السماء من فوقهم ، ولا خسفت بهم الأرض من تحتهم ، ثم انه إن كان الأجانب المحتلون لبلاد المسلمين قد أصبحوا يغضبون على المسلمين الذين لا يلبون دعوتهم إلى خيانة قومهم ، فإنما كان ذلك من أجل كثيرين من المسلمين كانوا يعرضون عليهم خدمتهم في مقاومة اخوانهم ويقومون بها بكل نشاط ومناصحة ، ويبدون كل امانة لهم في أثناء تلك الخيانة . ولولا هذا التبرع بالخيانة ، والتسرع إلى مظاهرة الأجنبي على ابن الملة ، لما استأسد الأجنبي وصار يتحكم في المسلمين هذا التحكم الفاحش ، ويتقاضاهم أن يخالفوا قواعد دينهم ومقتضى مصلحة دنياهم من أجل مصلحته ، بل قام يحملهم على الموت لأجل الموت فإن الموت موتان: أحدهما الموت لأجل الحياة وهو الموت الذي حث (١) التوبة : من الآية ١٤ .

(٢) آل عمران : من الآية ١٧٥

٦٠